ج- أن التوراة الحالية إما أن تكون ألفت في زمان سليمان عليه السلام، أي في القرن العاشر قبل الميلاد، أو بعده إلى القرن الثامن قبل الميلاد، فالحاصل أن بين تأليف هذه التوراة الحالية وبين وفاة موسى عليه السلام أكثر من خمسمائة عام.
٦ - أنه علم بالتجربة أن الفرق يقع في اللسان الواحد بحسب اختلاف الزمان، فمثلا لو لاحظت لسان الإنجليز قبل أربعمائة سنة لوجدت تفاوتا فاحشا بينه وبين اللسان الإنجليزي المعروف الآن، وقد قال نورتن الذي هو من كبار علماء النصارى بأنه لا يوجد فرق معتد به في محاورة التوراة ومحاورات سائر الكتب من العهد العتيق التي كتبت بعدما أطلق بنو إسرائيل من أسر بابل، علما أن المدة الواقعة بين وفاة موسى عليه السلام وبين إطلاقهم من الأسر حوالي تسعمائة عام، ولأجل انعدام الفرق المعتد بين أسلوب التوراة وبين أسلوب سائر كتب العهد العتيق فإن العالم ليوسدن الذي هو ماهر جدا باللسان العبراني اعتقد أن هذه الكتب جميعها صنفت في زمان واحد.
٧ - ورد في سفر التثنية ٢٧ / ٥ و٨:(٥) وتبني هناك مذبحا للرب إلهك مذبحا من حجارة لا ترفع عليها حديدا (٨) وتكتب على الحجارة جميع كلمات هذا الناموس نقشا جيدا) .
وورد في سفر يشوع (يوشع بن نون) ٨ / ٣٠ و٣٢: (٣٠) حينئذ بنى يوشع مذبحا للرب إله إسرائيل في جبل عيبال (٣٢) وكتب هناك على الحجارة نسخة توراة موسى التي كتبها أمام بني إسرائيل) .
فعلم من هذه الفقرات أن حجارة المذبح كانت كافية لأن تكتب عليها توراة