عن الأحكام والتشريعات، ولم يكن مطاعا في قومه، بل هو بزعم النصارى قتل مصلوبا بأيدي اليهود بعدما كفروه وأهانوه، فلا توجد المماثلة التامة بينه وبين موسى عليهما السلام.
٣ - أنه وقع في هذه البشارة لفظ (من وسط إخوتهم) وفي بعض الروايات (من بين إخوتهم) ، ولا شك أن الأسباط الاثني عشر كانوا موجودين في ذلك الوقت مع موسى عليه السلام، فلو كان النبي المبشر به من بني إسرائيل لقال:(منهم) أو (من بينهم) أو (من أنفسهم) أو (من خلفهم) ، وبما أن يوشع وعيسى يرجع نسبهما إلى يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، فهما من بني إسرائيل ولا تصدق فيهما هذه البشارة، والصواب أن المراد بالإخوة هنا هم بنو إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، فقد ورد في التوراة إطلاق لفظ الإخوة على نسل إسماعيل ونسل إسحاق، وورد في حق إسماعيل عليه السلام في سفر التكوين ١٦ / ١٢:(وأمام جميع إخوته يسكن) .
وكذلك في سفر التكوين ٣٥ / ١٨:(أمام جميع إخوته نزل) .
وبما أن محمد صلى الله عليه وسلم من نسل إسماعيل إخوة بني إسرائيل فتصدق فيه هذه البشارة صدقا بينا.
٤ - أن هذه البشارة وردت بصيغة الاستقبال؛ لأن لفظ (سوف أقيم) أو (أقيم) أو (يقيم) دال على مستقبل الزمان، فلا يصدق على يوشع فتى موسى الذي كان حاضرا عنده وملازما له، وداخلا في قوم بني إسرائيل.
٥ - أنه وقع في هذه البشارة لفظ:(أجعل كلامي في فمه) ، وهو إشارة