السلام إلى خروجهم مع موسى عليه السلام مائتين وخمس عشرة (٢١٥) سنة أيضا، فيكون مجموع الإقامتين في أرض كنعان وأرض مصر أربع مئة وثلاثين (٤٣٠) سنة، وقد أقر علماء أهل الكتاب من المفسرين والمؤرخين والمحققين بهذا الغلط، وقالوا: إن عبارة نسخة التوراة السامرية التي تجمع بين الإقامتين صحيحة، وتزيل الغلط الواقع في غيرها.
ونص فقرة سفر الخروج ١٢ / ٤٠ في التوراة السامرية كما يلي:(وسكنى بني إسرائيل وآبائهم ما سكنوا في أرض كنعان وفي أرض مصر ثلاثين سنة وأربع مائة سنة) . ونصها في التوراة اليونانية كما يلي:(فكان جميع ما سكن بنو إسرائيل وآباؤهم وأجدادهم في أرض كنعان وأرض مصر أربعمائة وثلاثين سنة) .
وهذا ما ذهب إليه صاحب الكتاب المعتمد عند محققي النصارى والمسمى:(مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين) ، فقد ذكر أن الزمان من إقامة يعقوب في مصر إلى ولادة المسيح (١٧٠٦) سنوات، ومن عبور بني إسرائيل البحر وغرق فرعون إلى ولادة المسيح (١٤٩١) سنة، فإذا طرحنا ١٧٠٦- ١٤٩١= ٢١٥ سنة، هي مدة إقامة بني إسرائيل في مصر من دخول يعقوب إليها إلى خروج موسى منها وغرق فرعون، فإذا عرفنا أن يعقوب عليه السلام هو الأب الرابع لموسى عليه السلام (لأنه موسى بن عمران بن قهات بن لاوي بن يعقوب) حصل اليقين والجزم بأن مدة إقامة بني إسرائيل في مصر يستحيل أن تكون أكثر من (٢١٥) سنة، وهذه هي المدة التي أجمع عليها المؤرخون والمفسرون والمحققون من علماء أهل الكتاب، وغلطوا ما وقع في النسخة العبرانية من أن مدة إقامة بني إسرائيل في مصر وحدها (٤٣٠) سنة،