ا - لأنه ورد في سفر التكوين ٤٦ / ٢٧ وفي سفر الخروج ١ / ٥ وفي سفر التثنية ١٠ أن جميع نفوس بيت يعقوب التي جاءت إلى مصر سبعون (٧٠) نفسا.
ب - لأن مدة إقامة بني إسرائيل في مصر كانت مائتين وخمس عشرة (٢١٥) سنة فقط.
ج- لأنه ورد في سفر الخروج ١ / ١٥ -٢٢ أن بني إسرائيل قبل خروجهم من مصر بمقدار ثمانين (٨٠) سنة كان مواليدهم الذكور يقتلون وتستحيا الإناث.
فإذا عرفت هذه الأمور الثلاثة يجزم العقل بالغلط في العدد المذكور (٦٠٣٥٥٠) ـ بل لو قطعنا النظر عن قتل مواليدهم الذكور وفرضنا أن عددهم كان يتضاعف في كل خمس وعشرين سنة، فإن عدد (٧٠) سيتضاعف في مدة (٢١٥) سنة تسع مرات، فلا يبلغ عددهم أكثر من ستة وثلاثين ألفا (٣٦٠٠٠) ، فكيف يكون عدد المقاتلين منهم (٦٠٣٥٥٠) ؟! وإذا كان مقاتلوهم أكثر من نصف مليون فوجب أن لا يقل عدد جميع بني إسرائيل عن مليونين ونصف، وهذا ممتنع جدا لا يقبله العقل السليم، ولو لوحظ القتل فامتناعه في العقل أظهر. وإلى إنكار هذا العدد (٦٠٣٥٥٠) مال العلامة المحقق ابن خلدون في مقدمة تاريخه؛ لأن الذي بين يعقوب وموسى إنما هو ثلاثة آباء أي أربعة أجيال، فهو على حسب ما في سفر الخروج ٦ / ١٦ -٢٠ وسفر العدد ٣ / ١٧ -١٩:(موسى بن عمران بن قهات بن لاوي بن يعقوب) ، ويبعد أن يتشعب النسل من سبعين نفسا في أربعة أجيال إلى مثل هذا العدد.