والشهاب محمد بن عبد الخالق بن عثمان بن مُزْهِر الأنصاري، الدمشقي المقرئ، وتأخرت وفاته، حتى مات في سنة تسعين وستمائة، قرأ عليه وسمع جميع " الأذكار "، ووصف قراءته في بعض البلاغات، بالمتقنة المهذّبة، ودعا له في البلاغات بدعوات جمة، منها: أدام الله نعمه عليه، وأدام الله ألطافه به، وأدام الله سعادته، وأدام الله له الخيرات، ورضي الله عنه. وكتب له بآخر النسخة: قابلت جميع هذا الكتاب بأصلي مع صاحبه: كاتبه الشيخ الإمام العالم، الفاضل العامل، الصدر شهاب الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الخالق بن عثمان بن مُزْهِر، الأنصاري، الشافعي، الدمشقي، أدام الله له الخيرات، وضاعف له الحسنات، وأمده في طاعته بالمعونات، وتولاه بالحسنى، وجمع له بين خيرات الآخرة والأولى، وجمعني وإياه وسائر أحبابنا في دار كرامته بفضله ورحمته. فسمعه الشيخ الإمام شهاب الدين المذكور سماعاً متقناً، وقابلت معه نسخته هذه مقابلة مُرضية بأصلي، في مجالس آخرها يوم الاثنين، الرابع والعشرين من ذي القعدة سنة ثلاث وسبعين وستمائة، وأجزتُ له كل ما يجوز لي تسميعه. كتبه يحيى بن شرف بن مِرَيْ بن حسن النواوي عفا الله عنه، انتهى. ونقلت جميع ذلك من خطه على نسخة ب " الأذكار ".
وأبو عبد الله محمد بن غالب بن يونس بن شعبة سمع عليه " أوهام المهذّب والوسيط " من تصنيفه " كما تقدم في أسماء تصانيفه ".
والإمام الأوحد ناصر الدين أبو الفتح منصور بن نجم بن زبّان " بمعجمة ثم تحتانية مشددة " بن حسان بن سليمان، الليثي، القرتاوي، وكان يوصف بالانتماء إليه، وبالديانة، ومما سمع عليه: كتاب " الأربعين " بإشارتها، وقد حدّث بها، سمعها منه البدر محمود بن علي بن هلال العجلوني، شيخ ناصر الدين محمد بن حسن القاموسي في ذلك بالسماع.
والشرف هبة الله بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن البارزي.
وحدّث يحيى بن محمد المغراوي التونسي، عن النووي، ب " الأربعين " له، سماعاً منه " كما ذكره ابن مرزوق في نمشيخته، وغيره ".
وقرأ عليه الشرف أبو يوسف يعقوب بن أحمد بن يعقوب الحلبي الشافعي.
وممن كان يذكر أنه قرأ عليه يوسف بن حرب الحسني، المكي الأصل، المارديني، الغزّي.
وكذا أخ عنه الحافظ الجمال أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن ابن يوسف المزِّي.
والمحدّث الفاضل الأديب الكاتب: أبو الفضل يوسف بن محمد بن عبد الله المصري، ثم الدمشقي، وهو كان قارئ دار الحديث الأشرفية.
وآخرون.
قال قاضي صفد العثماني: وأدركت جماعة من أصحابه، كشيخنا شمس الدين ابن النقيب، مدرس الشامية " يعني المذكور "، والقاضي ناصر الدين القرَّتي " ولعله الماضي "، والقاضي ضياء الدين علي بن سليم " الماضي " وشمس الدين ابن البيطار، المعمَّر، انتهى كلام العثماني.
والمحدّث الشهاب أحمد بن أبي بكر بن طيء بن حاتم بن جيش بن بكار الزبيري، المصري، المقرئ.
ولأبي نعيم أحمد بن التقي عُبَيد الأسعردي، وأبي العباس أحمد بن كشتغدي، المُعِزِّي، وإسحاق بن إبراهيم بن إسحاق الوزيري، وأبي بكر ابن قاسم بن أبي بكر الرحبي، والسيف أبي بكر بن محمد بن يحيى بن سنقر المعالي، والجمال داود بن إبراهيم بن العطار، أخي تلميذه العلاء علي، والشمس أبي عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن حيدرة بن القماح، وأبي عبد الله محمد بن النجم إسماعيل بن الخباز " الماضي أبوه " وأبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أبي البركات النعماني، وناصر الدين محمد بن كشتغدي " أخي الماضي "، والصدر أبي الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم، الميدومي، وغيرهم: إجازة منه.
ورأيت فيمن يروي عن النووي " رحمه الله ": المسند تاج الدين عبد الوهاب بن داود القوصي، المصري، روى عنه ولده أحمد شيخ، لقيه السيد صفي الدين عبد الرحمن الأيجي، ومن خط ابن أخيه السيد علاء الدين، لخّصت.
وكذا رأيت في شيوخ الشرف عبد الرحيم الجِرْهي: الشمس محمد ابن ناصر الدين أوليا بن الفخر أبي بكر المَهْرَنجاني، نزيل مكة، وأنه يروي عن النووي.
[الوظائف التي تولاها]
وولي " رحمه الله " من الوظائف الدينية مشيخة دار الحديث الأشرفية. قال الذهبي: مع صغر سنّه ونزول روايته، في حياة مشائخه، بعد الإمام أبي شامة عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان، سنة خمس وستين " وستمائة "، إلى أن مات، انتهى كلام الذهبي.