و " المنهاج " عرض القمّصي مواضع منه على حافظ العصر الزين العراقي، وأجاز بسائره، عن النعماني، عنه.
وكذا في الموجودين مُسندة الدنيا الآن: أم الفضل عزيزة، المدعوة هاجر ابنة الشرف القدسي، سمعت " الرياض " على التنوخي بسنده، ثم أنها انتقلت بالوفاة، وبعدها القمّصي ثم المبهم الذي سمع " الأربعين " على ابن الكويك، وكذا الرضي، كلهم إلى رحمة الله تعالى.
[مرويات السخاوي عنه]
وأما أنا فسمعت بعضاً من جملة من تصانيفه، على بعض من تقدم، و " الرياض " بتمامه من غير المذكورة. وأروي جميع تصانيفه وسائر ما أُثبِّته في هذا التصنيف من كلامه، عن الشيخ أبي هريرة عبد الرحمن بن عمر القبابي، إجازة مكاتبة، عن الصدر الميدومي، وأبي عبد الله ابن الخباز، كلاهما عن مؤلفها، وهذا لا يوجد الآن أقل عدداً منه. فلنورد به أحاديث عن طريقه: الحديث الأول: أنبأني أبو هريرة عن المذكورين، أنبأنا القطب شيخ الإسلام أبو زكريا النووي رحمه الله، قال: أخبرنا شيخنا الإمام الحافظ أبو البقاء خالد بن يوسف ابن سعد بن الحسن بن المفرج بن بكار، المقدسي، النابلسي، ثم الدمشقي، أخبرنا أبو اليمن الكندي، أخبرنا محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ، أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الواسطي، حدثنا أبو نُعيم عبيد بن هشام الحلبي، حدثنا ابن المبارك عن يحيى بن سعيد هو الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن علقمة بن وقاص الليثي، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته لله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه ".
وأخبرنيه عالياً متصلاً من غير طريق الشيخ: خاتمة مُسندي مصر، أم محمد سارة ابنة السراج أبي حفص عمر بن عبد العز عبد العزيز بن البدر بن جماعة، قراءة عليها وأنا أسمع، بمنزلها بالقاهرة، عن الصلاح بن عبد الله محمد ابن أحمد بن إبراهيم بن أبي عمر، أخبرنا الفخر أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي، أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن مُعَمر البغدادي، أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد الشيباني، أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا محمد بن رمح، وعبد الله بن رَوْح، قالا: حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا يحيى بن سعيد، بإسناده نحوه.
وهو حديث صحيح جليل القدر، عظيم الموقع، أجمل أهل النقل على صحته وثبوته، اتفق الشيخان على تخريجه من طريق يحيى، ولكن طريق ابن المبارك بخصوصها التي أورده الشيخ منها، انفرد بها مسلم، ووافقه على تخريجها من أصحاب الستة: النسائي. كما أن طريق يزيد لبتي أوردتها، انفرد بها مسلم أيضاً، ووافقه على تخريجها منهم كذلك: ابن ماجه، فأما الأول فرواه مسلم عن أبي كريب، والنسائي عن سليمان بن منصور، كلاهما عن ابن المبارك، أما الثاني فرواه مسلم أيضاً عن محمد بن عبد الله بن نمير، وابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن يزيد بن هارون. وهو عند أحمد في مسنده عن يزيد، فوافقاه فيه بعلو، ووقع لنا بدلاً للآخرين مع العلو أيضاً، على طريقي مسلم وابن ماجه الثانية، والله الموفق.