ولم ينقل ابنُ أبي حاتم، والعقيلي، وابن عدي عن ابن معين في المثنى إلا القول بتضعيفه "الجرح والتعديل" ٨: ٣٢٤، و"الضعفاء" ٤: ٢٤٩ و"الكامل" ٦: ٢٤١٧ ونقل الأخير رواية الدوري المتقدمة أيضًا، واقتصر على قوله "مكي" دون ذكر التوثيق كصنيع المزي، وهذا ما عليه علماء الرجال ولا قائل بتوثيقه، والله أعلم. ولحديث "أفطر الحاجم والمحجوم" طرق أخرى، انظرها في "نصب الراية" ٢: ٤٧٢ - ٤٧٧ وغيره. وما ذكره المصنف من قول ابن عدي "كلها غير صحيح"، لم أره في "الكامل". إلا أن يقال: استنبطها المصنف من تعليل ابن عدي لطرقه التي ذكرها، وقد تقدم شئ من ذلك في التخريج، لكن تضعيف جميع الطرق المتقدمة غير مُسَلَّم، وكيف يصح إطلاق التضعيف على مثل حديث أنس، وثوبان، وشداد، ورافع؟!. قال ابن حزم في "المحلى" ٦: ٢٠٤: "صَحَّ -هذا الحديث- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من طريق ثوبان، وشداد بن أوس، ومعقل بن سنان، وأبي هريرة، ورافع ابن خديج، وغيرهم". =