للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦- أن تكونَ مُضارِعيّةً منفيّةً بِ "ما"، فتمنعُ حينئذٍ من الواو وقد، مُجتمعتينِ ومُنفردتينِ، وتُربَطُ بالضميرِ وحدَهُ كقول الشاعر [من الطويل]

عَهْدْتُكَ ما تَصْبُو، وفيكَ شَبيبةٌ ... فَما لَكَ بَعْدَ الشَّيْبِ صَبًّا مُتَيَّما؟

وقول الآخر [من البسيط]

كأنَّها - يومَ صَدَّتْ ما تُكَلِّمُنا - ... ظَبْيٌ بِعُسْفانَ ساجِي الْظَّرْفِ مَطْرُوفُ

(وأجاز بعض العلماء اقترانها بالواو، نحو "حضر خليل وما يركب". وليس ذلك بالمختار عند الجمهور. والذوق اللغوي لا يأباه. قال السيوطي في (همع الهوامع) والمنفيّ بما فيه الوجهان أيضاً، نحو "جاءَ زيد وما يضحك؛ أو ما يضحك") .

٧- أن تكونَ مُضارعيّةً مَنفيّةً بِـ "لا"، فتمنع أيضاً من "الواو" و"قَدْ" مُجتمعتينِ ومُنفردتينِ، كقوله تعالى {وما لَنا لا نُؤمِنُ باللهِ} ، وقولهِ {ما لي لا أرَى الهُدهُدَ} وقولِ الشاعر [من الكامل]

لَوْ أَنَّ قَوْماً - لارْتِفاعِ قَبِيلَةٍ ... دَخَلوا السَّماءَ - دَخَلْتُها - لاَ أُحجَبُ

(وأجاز قوم اقترانها بالواو، لكنه بعيد من الذوق اللغوي، قال ابن الناظم "وقد يجيء (أي المضارع المنفي بلا) بالضمير والواو") .

فإن كانت مَنفيّةً بِلَمْ، جاز أن تُربَطَ بالواوِ والضميرِ معاً، كقولهِ تعالى {أو قالَ أُوحِيَّ، إِليَّ ولم يُوحَ إليهِ شيءٌ} ، وقولِ النابغة الذبياني الشاعر [من الكامل]

<<  <  ج: ص:  >  >>