للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ِ تعالى {سبحانَ الذي أسرى بعبدهِ ليلاً من المسجد الحرامِ إلى المسجد الأقصى} . والثاني كقوله {لَمَسجدٌ أُسسَ على التّقوى من أوَّلِ يوم أَحَقُّ أَن تقومَ فيهِ} . وتَرِدُ أَيضاً لابتداء الغاية في الأحداث والأشخاص. فالأول كقولك "عَجبتُ من إقدامك على هذا العمل"، والثاني كقولك "رأيتُ من زهير ما أُحبُّ".

٢- التّبعيضُ، أي معنى "بعض"، كقولهِ تعالى {لن تنالوا البرَّ حتى تُنفقوا ممّا تُحبُّونَ} أي بعضَهُ، وقولهِ "منهم من كلّمَ اللهَ"، أَب بعضُهم. وعلامتُها أَن يَخلُفَها لَفظُ "بعضٍ".

٣- البيانُ، أي بيانُ الجنس، كقوله تعالى {واجتنبوا الرجسَ من الأوثانِ} . قولهِ {يُحَلَّونَ فيها من أَساورَ من ذهبٍ} . وعلامتُها أَن يصحَّ الإخبارُ بما بعدَها عمّا قبلها، فتقول الرجس هي الأوثانُ، والأساورُ هي ذهب.

واعلم أَن "من" البيانيّةَ ومجرورَها في موضعِ الحال مما قبلَها، إن كان معرفةً، كالآية الأولى، وفي موضع النّعتِ له إن كان نكرة، كالآية الثانية. وكثيراً ما تَقَعُ "من البيانيّةُ" هذهِ بعد "ما ومهما"، كقوله تعالى {ما يَفتَحِ اللهُ للناسِ من رحمةٍ فلا مُمسِكَ لها} ، وقولهِ {ما ننْسَخْ من آيةٍ} ، وقولهِ {مهما تأتِنا به من آية} .

٤- التأكيدُ، وهي الزائدة لفظاً، أي في الإعراب، كقوله تعالى {ما جاءنا من بشيرٍ} ، وقوله {هل تحس منهم من أحد} وقوله {هل من خالق غير الله} [فاطر: ٣] . وسيأتي لـ "مِنْ" هذه فضلُ شرح

٥- البدل: كقوله تعالى {أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة} أي

<<  <  ج: ص:  >  >>