الحمدُ للَّهِ ربِّ العالمِين، والصَّلاة والسَّلام على أشرفِ الأنبياءِ والمرسَلين، نبِيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعِين.
أمَّا بعدُ:
فقد نزل القرآنُ الكريم بلُغةِ العرب، قال سبحانه:{إنا أنزلناه قرآناً عربياً}، فحِفْظُ اللُّغة وتعلُّمُها وصيانتها من حِفظ الدِّين، قال شيخُ الإسلام:«ومعلومٌ أنَّ تعلُّمَ العربيَّة فرضٌ على الكفاية، وكان السَّلف يُؤدِّبون أولادهم على اللَّحْنِ، فنحنُ مَأْمُورون أمرَ إيجابٍ أو أَمْرَ استحبابٍ أن نحفظَ القانون العربيَّ، ونُصلِح الأَلسُنَ المائِلَة عنه؛ فيُحفظ لنا طريقةُ فهم الكتاب والسُّنَّة»(١).
وعلمُ الصَّرْفِ من أهمِّ علوم العَرَبيَّة، فهو يُعنى بضبط صِيَغِ المُفْردات ومعانِيها، ويَعصمُ من اللَّحْنِ في نطق حروفِها ومَبانيها، ولا ينتظِم عِقد علمٍ إلا وفَنُّ الصَّرْف واسطتُه، ولا ارتفع منارُه إلا وهو قاعدتُه.