للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمعنى. الذي جُعل اللفظ بإزائه، هذا واضح لفظٌ ومعنى.

وإضافةٌ عارضةٌ بينهما التي نعبّر عنها بإزاء، مر معنا .. وضعُ اللفظ بإزاء المعنى، هذه نسبة بين اللفظ والمعنى.

وإضافةٌ عارضةٌ بينهما وهي الوضع أي: جعلُ اللفظ بإزاء المعنى.

وإضافة ثانيةٌ بينهما عارضةٌ لهما بعد عروض الإضافة الأولى وهي الدلالة.

حينئذٍ عندنا لفظٌ، وعندنا معنى، وعندنا وضعُ اللفظ بإزاء المعنى.

فإذا قلت: عندنا لفظ وعندنا معنى المراد هنا من باب الفك الاعتباري يعني: اللفظ دون نظرٍ للمعنى، والمعنى دون نظرٍ للَّفظ، وعندنا لفظٌ وتناسى المعنى، وعندنا معنى وتناسى اللفظ، وعندنا مناسَبةٌ بين اللفظ والمعنى، وعندنا مفهوم دل عليه اللفظ وهو الدلالة.

عندنا أربعة أشياء: أساس وهو اللفظ، أساسٌ ثانٍ وهو المعنى، ثم إضافة عارضةٌ بين اللفظ والمعنى، ثم إضافة أخرى وهي دلالة هذا اللفظ على المعنى.

ولذلك قال: وهي الدلالة، فإذا نُسِبَت إلى اللفظ قيل: إنه دالٌ على معنى كونه بحيث يُفهم منه المعنى العالم بوضعه له عند إطلاقه، وإذا نُسبت إلى المعنى قيل: إنه مدلول هذا اللفظ بمعنى كونه -يعني: المعنى- مُنفَهِماً منه عند إطلاقه.

وكلا المعنيين لازمٌ لهذه الإضافة، فأمكن تعريفُها بأيِّهما كان، فمن عبَّر بالفهم فنظر إلى المعنى، ومن عبّر باللفظ الدال نظر إلى اللفظ.

قال هنا: (ولما كانت الدلالة نسبةً بين اللفظ والمعنى، بل بينهما) بين اللفظ والمعنى وبين السامع.

هذا معنى آخر زاده الشارح غير المشهور عند المناطقة (اعتُبرت إضافتها) على ما سبق.

(اعتُبرت إضافتها) تارة إلى اللفظ (فتُفسَّر بذلك) يعني: باللفظ.

(اعتُبِرت إضافتها) أي: نسبتُها، الإضافة بمعنى النسبة.

(اعتُبرت إضافتها) أي: نسبتها (وملاحظة وصف اللفظ بها. وكذا يقال في البقية).

قال: (فتفسَّر بذلك) يعني: بكون اللفظ بحيث متى أُطلق، النظر إلى اللفظ فتصدِّر به الحد.

كون اللفظ بحيث متى أُطلق فُهم منه المعنى، وتارة تضاف إلى المعنى -يعني: تُنسب إلى المعنى- فتفسَّر بِفَهم المعنى منه -أي: من اللفظ- أي انفِهَامِهِ.

وتارة إلى السامع فتُفَسَّر بفَهمه المعنَى أي: انتقالُ ذهنه إليه.

وهذا الثالث زاده المصنف من عنده، وإلا المشهور هو: إما اللفظ وإما المعنى.

وأما السامع فهو منفكٌ عن اللفظ والمعنى؛ لأن الوضع إنما وَضع اللفظ بإزاء المعنى بقطع النظر عن السامع، هذا الأصل فيه، فاعتبار السامع هذا شيءٌ زائدٌ على مدلول اللفظ.

قوله: (أي انفِهَامِهِ) أشار به إلى أن الفهم القائم بالمعنى أثرُ المعنى المصدري، فالمعنى المصدري أي: الفهم القائم بالسامع وأثره وهو الحاصل بالمصدر قائمٌ بالمعنى.

قال هنا العطار: قوله: بل بينهما وبين السامع. التعبير السابق.

بل بينهما "بين اللفظ والمعنى" وبين السامع، هذا زاده المصنف.

فهمُ السامع صفةٌ له، كما تقول: فهمتُ الدرس، وصفٌ لك أو للمعلم أو للألفاظ؟ وصفٌ لك أنت.

إذاً: فهمُ السامع صفةٌ له، قائمةٌ بالسامع نفسه.

فهمُ السامع صفة له قائمةٌ به، لكنها متعلقةٌ بالمعنى بلا واسطة؛ لأن الفهم إنما يحصل للسامع الذي هو الإدراك للمعنى مباشرة بدون واسطة.

وباللفظ يعني: تعلُّقها باللفظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>