للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأول: عكسُ النقيض الموافق) يعني: يسمى عكس النقيض الموافق، الموافق هذا نعت لعكس، ولذلك ترفعُه (عكسُ النقيضِ الموافقُ) ولذلك قال: نعتُ عكس يعني: ترفعُه.

عرَّفه قال: (وهو تبديل الطرف الأول من القضية بنقيض الثاني منها، وعكسُه مع بقاء الصدق والكيف) أي: السلب والإيجاب.

(وهو تبديل) استعمال العكس هنا بالمعنى المصدري (تبديل) الذي هو المعنى الحقيقي له، إلا أن المناسب لكون الكلام في الأحكام المتعلقة بالقضايا وأن ذلك من الاصطلاحات الجارية بينهم تفسيرُه بالقضية ذات التبديل.

يعني: العكس هو قضية ذات تبديل، وأما تبديل هذا المعنى المصدري. صحيح لا إشكال فيه، لكن الأنسب أن يقال: تفسيرُه بالقضية ذات التبديل لأن الأحكام هي القضايا.

(تبديلُ الطرف الأول) ما هو الطرف الأول؟ الموضوع أو المقدَّم.

(من القضية) الحملية أو الشرطية، ولذلك قال المحشي: (ذات الترتيب الطبيعي حملية كانت أو متصلة احترازاً عن المنفصلة) المنفصلات لا عُكُوس لها.

(فإنَّ عَكْسَها لا يؤثر في معناها وهو العناد، فليس في أحد طرفيها ما يقتضي كونَه مقدماً أو تالياً).

ولذلك بعضهم لا يسمي الأول مقدَّم والثاني تالي، وإنما يقول: هذا خاصٌ بغير المتصلة.

فقولك: العدد إما زوجٌ أو فردٌ، كقولك: العدد إما فردٌ أو زوجٌ. لا فرق بينهما.

(بخلاف الحملية والمتصلة، فإن رُتبةَ الموضوع والمقدَّم التقدُّم والاستدعاء) التقدُّم في الموضوع، والاستدعاء يعني: الاستلزام في المقدَّم.

(ورُتبة المحمول والتالي التأخُّر، وكونُه تابعاً فيؤثر عكسُهما في معناهما).

إذاً: تبديل الطرف الأول "المقدَّم أو التالي" من القضية الحملية أو الشرطية المتصلة.

يعني: احترازاً عن المنفصلة، فلا تتأتى هنا.

(بنقيض) عرَفنا النقيض، النقيض زِدْ "لا" أو حرف السلب على المفرد.

هنا عندنا مفردات، ولذلك قلنا هناك: اختلاف قضيتين احترازاً عن اختلاف مفردين، اختلفوا في المفردين هل بينهما تناقض أو لا؟

هنا يأتي هذا شاهدٌ لما قيل بأنه يكون ثَم تناقض بين المفردين، تقول: إنسان لا إنسان، حيوان لا حيوان .. إذاً: جئت بنقيضه، كيف نقول: النقيض لا يدخل المفردات، وإنما هو خاصٌ بالقضايا، ونأتي بالنقيض هنا. هذا محل إشكال.

فيلزم أن يقال: بأن النقيض قد يدخل المفردات، بل يدخل المفردات، ولكن باب التناقض خاص باختلاف القضيتين؛ لأنَّ بحث المنطقي يتعلق بالقضايا فقط ولا يتعلق بالمفردات.

لكن إذا وقع المفرد في ضمن القضية بأنه يؤتى بنقيضه، لا بد من التسليم بأن المفرد له نقيض. وهو كذلك.

قال هنا: (تبديل الطرف الأول من القضية بنقيض الثاني).

(بنقيض الثاني) هذا فصلٌ مخرجٌ عكس المستوي.

(بنقيض الثاني) يعني: المحمول أو التالي (منها) يعني: من القضية.

(وعكسُه) هذا فصلٌ مخرجٌ عكس النقيض المخالف، تعرِفه بشرحه فيما يأتي.

(مع بقاء الصدق والكيف) يعني: السلب والإيجاب، هذا المراد بالصدق والكيف.

الصدق أن تكون مطابقة، والكيف المراد به السلب والإيجاب.

يعني: ثلاثة أشياء: الصدق، والسلب، والإيجاب.

وعبَّر عن السلب والإيجاب بالكيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>