للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال هنا: (والمهملتان في قوة الجزئيتين أي: الموجبة والسالبة، فنقيض المهملة كُلّيّةٌ سالبة، ونقيض المهملة السالبة كُلّيّةٌ موجبة) وهو كذلك صحيح؛ لأنه في قوة الجزئية، فنقيضها حينئذٍ -إذا كانت مهملة موجبة- نقيضها كُلّيّة سالبة، وإذا كانت سالبة مهملة حينئذٍ نقيضها موجبة كُلّيّة .. العكس بالعكس.

قال رحمه الله تعالى: (ومن الاصطلاحات المنطقية المتعلقة بأحكام القضايا) (الْعَكْسُ).

وكما مر معنا أن التناقض قدَّمه لأن بعض أدلة العكس مبني على التناقض، لا بد من تحقُّق التناقض عَكْس النقيض.

قال: (الْعَكْسُ) (وهو ثلاثة أقسام).

قال هنا: (احتِيج إليه للاستعانة به على تمييز صادق القضايا من كاذبها، ولأنه قد يعسر الاستدلال على صدق الشيء أو كذِبه، فيقام الدليل على صدق عكسه).

نعم. هذا من المهمات .. نعتني به، وهو أنه قد يكون عندك شيءٌ من القصور في إثبات دليل قولك أنت، فحينئذٍ تقيم الدليل على صدق العكس؛ لأنه إذا صدق العكس صدق أصلُه.

ولذلك قال هنا: (قد يعسُر الاستدلال على صدق الشيء أو كذِبه، فيقام الدليل على صدق عكسِه أو كذِبه).

فإذا تكلَّم متكلم وأردتَ أن تبطل قولَه، قد لا تتعرض إلى قوله، وإنما تتعرض إلى عكس قوله فتُبطل العكس، يستلزم بطلان الأصل.

والعكسُ بالعكس: أن تُثبت صدق عكس قولك، فحينئذٍ يثبُت قولك. هذا في باب المناظرات.

قال: (وأخَّرَه عن التناقض المحتاج إليه لذلك أيضاً، لأن التناقض أقوى منه في ذلك؛ لقوة دلالة صدق النقيض على كذِب نقيضه.

وبالعكس ضرورة استحالة اجتماع النقيضين وارتفاعِهما، بخلاف دلالة العكس فإنها من باب دلالة صدق الملزوم على صدق لازمه).

صدق الملزوم يعني: الأصل، صدَق لازمه يعني: العكس.

فإذا صدَق الأصل صدَق العكس، من غير عكس، ونفي اللازم على نفي ملزومه، نفي اللازم يعني: بطلان العكس، على نفي الملزوم الذي هو الأصل.

قال هنا: (الْعَكْسُ).

قال: (وهو ثلاثة أقسام).

قال العطار: (لم يكن عند القدماء إلا قسمان) القسمة ثنائية لا ثلاثية.

عكسُ المستوي وعكس النقيض .. المستوي وعكس النقيض فقط، أما الخلف هذا لم يكن.

(وعرَّفوا النقيض بالموافِق خاصة، وبيَّنه بطريق الخُلْفِ) أو الخَلْفِ.

(وبنَوا هذا الطريق على أن السالبة المعدولة تستلزم الموجَبة المحصَّلة، واعترض عليهم المتأخرون بأن السالبة المعدولة أعم من الموجبة المحصَّلة، وصِدق الأعم لا يستلزم صدق الأخص).

ولهذا عدلوا عنه إلى عكس النقيض المخالف لانضباطه وسلامته من الإيراد.

ثم منهم من اقتصر عليه كصاحب الشمسية وغيرِه، ومنهم من جمع بينهما تتميماً للفائدة كالسنوسي في مختصره والمصنف اقتصر على المستوي، وذكر الشارح القسمين تتميماً للفائدة.

لكن إذا أُطلق العكس أرادوا به المستوي .. في المنْطِق هنا إذا قيل: (الْعَكْسُ) هكذا أطلق المصنف، فأل هنا عهدية للعهد الذهني، المراد به العكس المستوي وهو الذي عرَّفه فقط.

ويُذكَر الطرفان الآخران من باب تتميم الفائدة.

قال: (الْعَكْسُ) قال: (وهو ثلاثة أقسام:

<<  <  ج: ص:  >  >>