للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فكَذِبُهُما أي: ارتفاعهما دليل عدم تناقضهما، وكذلك الجزئيتان لو كان بينهما تناقض لم يجتمعا وقد اجتمعا في الصدق، فدل ذلك على عدم التناقض بينهما).

إذاً: لا يقع التناقض بين كُلّيّتين إحداهما سالبة وموجبة؛ لأنهما قد يصدقان وقد يكذبان، وكذلك لا يقع التناقض بين جزئيتين إحداهما سالبة والأخرى موجبة؛ لأنهما قد يصدقان وقد يكذبان.

وكلٌ منهما منافٍ لحقيقة التناقض؛ إذْ هما لا يجتمعان ولا يرتفعان.

هذا التعليل فيما مر.

قال: (وهذان المثالان للحمليتين، ومثال الشرطيتين) يعني: التناقض كما يقع في الحمليتين يقع كذلك في الشرطيتين.

قال هنا: (أي: اللتين بينهما تناقض) أطلق المصنف (ومثال الشرطيتين) ليس مطلقاً، إنما ما تحقق فيهما ما سبق. يعني: متناقضتين.

(أي: اللتين بينهما تناقض من المتصلتين الاتفاقيتين) أَخذاً من مثاله.

(ومثالهما في اللزوميتين المتصلتين قولنا مثلاً: كلما كانت الشمس طالعةً فالنهار موجود، ليس كلما كانت الشمس طالعة فالنهار موجود) نقيضُها.

(ومثالُهما في المنفصلتين دائماً إما أن يكون العدد زوجاً أو فرداً، ليس دائماً إما أن يكون العدد زوجاً أو فرداً) متناقضتان.

(ثم إنَّ شرْط تناقض الشرطيتين: أن يتخالفا في الكيف والكم، ويتوافقا في الجنس أي: الاتصال والانفصال) يعني: المتصلة تُناقض المتصلة، والمنفصلة تناقض المنفصلة.

والنوع أي: اللزوم، والعناد الحقيقي، ومنعِ الجمع، ومنعِ الخلو، والاتفاق. لا بد أن يكون كلٌ منهما إما: حقيقية وحقيقية، أما حقيقية ومانعةُ جمعٍ فقط لا تناقُض بينهما.

لا بد من الاتحاد: اتفاقية اتفاقية، لزومية لزومية، متصلة متصلة، منفصلة منفصلة، مانعة جمعٍ وخلو مانعة جمعٍ وخلو، مانعة جمعٍ فقط مانعة جمعٍ فقط، مانعة خلوٍ فقط مانعة خلوٍ فقط .. لا بد من الاتحاد.

(ومثال الشرطيتين: كلما كان الإنسان كاتباً فالحمار ناهق، ليس كلما كان الإنسان كاتباً فالحمار ناهق) متقابلتان، أيهما نقيض الأخرى؟ كلما كان الإنسان كاتباً فالحمار ناهق. هذه متصلة أو لزومية أو اتفاقية؟ هذه اتفاقية.

ليس كلما كان الإنسان كاتباً فالحمار ناهق، ليس بينهما تلازم.

قال: (والمهملتان في قوة الجزئيتين).

لماذا قال: مهملتان؟ عندهم يقال المهملة في قوة الجزئية. قال: المهملتان.

لأن التناقض لا يتحقق إلا بقضيتين.

قال: (والمهملتان في قوة الجزئيتين).

المهملتان أي: الموجبة والسالبة في قوة الجزئية.

(أي: فكما لا يكون بينهما تناقض لا يكون بين المهملتين كذلك، كما مرت الإشارة إليه).

قال هنا: (والمهملتان في قوة الجزئيتين) يعني: لا يقع بينهما تناقض؛ لأنه ثبت عندنا كليتين لا يقع بينهما تناقض، جزئيتين لا يقع بينهما تناقض. إنما التناقض بين كُلّيّة وجزئية مع شرط السلب وما مضى.

جزئية وكُلِّيَّة، كُلّيّة وجزئية. أما جزئية وجزئية لا يقع بينهما تناقض.

إذاً: إذا وقع مهملتان متقابلتان لا يقع بينهما تناقض؛ لأنهما مثل تقابُل الجزئيتين.

(كما مرَّت الإشارة إليه) يعني: فيما مضى.

<<  <  ج: ص:  >  >>