للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(أَنْ يُصَيَّرَ المَوْضُوعُ مَحْمُولاً، وَالمَحْمُولُ مَوَضُوعًا مَعَ بَقَاءِ السَّلْبِ، وَالْإِيجَابِ بِحَالِهِ وَالتَّصْدِيقِ وَالتَّكْذِيبِ بِحَالهِ).

فيه تبديل (أَنْ يُصَيَّرَ) بتشديد الياء مبنياً للمفعول (يُصَيَّرَ).

(لأن العكس كما يُطلق على القضية الحاصلة من التبديل كذلك يُطلق على نفس التبديل، ويجوز أن يُقرأ مبنياً للفاعل) "يُصَيِّرَ المَوْضُوعَ" بالنصب.

(يُصَيَّرَ المَوْضُوعُ) على أنه نائب فاعل.

(يُصَيِّرَ) بكسر الياء (يُصَيِّرَ) هو يعني: الفاعل.

(المَوْضُوعَ) مفعولٌ به.

وأما (أَنْ يَصِيرَ) هذا لا يصح؛ لأن الصيرورة ليست من معاني العكس، لا تقرأه (أَنْ يَصِيرَ المَوْضُوعَ مَحْمُولاً) لا يصير؛ لأنَّ الصيرورة ليست من معاني العكس، إما (أَنْ يُصَيَّرَ المَوْضُوعُ مَحْمُولاً) أو (أَنْ يُصَيِّرَ) بكسر الياء على أنه مبني للفاعل: يُصَيِّرَ هو.

قال: (أَنْ يُصَيَّرَ المَوْضُوعُ مَحْمُولاً، وَالمَحْمُولُ مَوَضُوعًا) وعليه نقيِّد: أن يصيَّر في الحملية. لم يقل الطرف الأول والطرف الثاني فيعمِّم، أو الأول والثاني، قال: موضوع ومحمول.

وما دام أنه نص على الموضوع والمحمول فحينئذٍ قيَّدناه بالحملية، وإلا الأصل أنه يأتي كذلك في المقدَّم والتالي، لكن هذا فيه قصورٌ في التعريف.

(أَنْ يُصَيَّرَ) أي: في الحملية.

(المَوْضُوعُ مَحْمُولاً، وَالمَحْمُولُ مَوَضُوعًا مَعَ بَقَاءِ السَّلْبِ وَالْإِيجَابِ) (الواو بمعنى أو، والأخصر الكيف؛ لأنهم تتبعوا القضايا فلم يجدوها بعد التبديل ملازِمة للأصل في الصدق إلا وهي موافقةٌ له في الكيف).

إذاً: (مَعَ بَقَاءِ السَّلْبِ وَالْإِيجَابِ) يعني: مع بقاء الكيف.

لماذا اشترطوا؟ لأنه بالتتبع وجدوا أنها كما هي لم تتبدل ولم تتغير.

(مَعَ بَقَاءِ السَّلْبِ وَالْإِيجَابِ بِحَالِهِ) (بمعنى: أن الأصل إن كان موجَباً فيكون العكس موجباً، أو كان الأصل سالباً فسالباً) يعني: فالعكس يكون سالباً.

قال العطار: (قوله: بمعنى: أن الأصل. جوابٌ عما يقال: إنَّ عَكْس قولنا: كل إنسانٍ حيوان. بعض الحيوان إنسان) بدَّلتَ: الموضوع محمول والمحمول موضوع، مع بقاء الصدق؟ مع بقاء الصدق، مع بقاء الكيف؟ مع بقاء الكيف.

يعني: السلب والإيجاب لم يتغير.

(كل إنسان حيوان عكسُه: بعضُ الإنسان حيوان، ومفهوم الأصل: كل إنسانٍ حيوان. ثبوت الحيوانية لكل فردٍ من أفراد الإنسان.

ومفهوم العكس: ثبوت الإنسانية لبعض أفراد الحيوان) صادقة؟ صادقة.

(فالإيجاب في العكس غيرُه في الأصل، وإذا قلنا في عكس: لا شيء من الإنسان بحجر، لا شيء من الحجر بإنسان) كالسابق (فالسلب مختلِفٌ كذلك.

وحينئذٍ فالإيجاب والسلب الذي في الأصل ليس باقياً على حاله.

ومعنى هذا الجواب) يعني: مرادُه ماذا؟

قلنا في القاعدة السابقة: أن المحمول والموضوع، ما الذي يراد بالموضوع وما الذي يراد بالمحمول؟

الذي يُراد بالموضوع هو المصدَق "الأفراد"، والذي يُراد بالمحمول هو المفهوم "المعنى الذهني، الوحدة الذهنية، القدر المشترك".

<<  <  ج: ص:  >  >>