للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حكمت بالعقل أنه حي، يتكلم في أي موضوع؟ لو يثرثر نقول: دل اللفظ على أنه حي، الاستدلال على الحياة بالعقل، أما إذا رأيته هذا بالحس.

إذاً يُقيَّد (وعقلية) أي: لفظية بدليل المثال .. عقلية لفظية بدليل المثال، تُقيِّدُها.

(كدلالة اللفظ على لافظه من وراء جدار) وأما إذا كنت تراه لا، هذه حسية أو إن شئت سمها طبيعية.

قال: (وطبيعية) أي: لفظية بدليل المثال أيضاً، وهذه طريقة النحاة .. دائماً يقيِّدون القواعد والشروط والقيود يأتون بالمثال، فلا اعتراض "لا يُعترض".

يعني: يأتي باللفظ ويقيده بالمثال ولا إشكال فيه، وأكثر النحاة على هذا: أنه يأتي بالمثال.

قال: (وطبيعية) أي: لفظية.

(كدلالة الأنين) إذا كان يَئِنُّ (على الوجَع) آه تسمع أنه يشتكي، فهذا لفظٌ: آه أو أح .. أو نحو ذلك، نقول: هذه طبيعية، هي لفظية –باللفظ- لكن دل على أنه مريض، من أين أخذتَه؟ من لفظه، لكن هل اللفظ يدل على المرض .. مفهومُه؟ لا. ليس مفهومَه، فحينئذٍ نقول: هذه دلالة طبيعية لكنها لفظية كدلالة الأنين على الوجع.

المصنف ذكر بعض الدلالات، ونحن نقول: الدال إما لفظٌ وإما غير لفظٍ، والدلالة إما بالوضع وإما بالطبع وإما بالعقل. ثلاثة في اثنين بستة.

قال هنا: (والحاصل أن أقسام الدلالة ستة؛ لأنها إما لفظية وإما غيرُها) يعني: غير لفظية.

إذاً: حصر الدال في نوعين لا ثالث لهما: إما باللفظ وإما بغير اللفظ.

وانحصار كلٍ من القسمين في الأقسام الثلاثة المذكورة الآتية استقرائي. هذا سيأتي.

(وكلٌ منهما إما وضعية وإما عقلية وإما طبيعية).

الاستقراء دل على أن حصر الدال في اثنين من جهة الاستقراء، ودل على أن الدلالة محصورة في الثلاثة من جهة الاستقراء.

قال: (لأنها إما لفظية وإما غيرها، كلٌ منهما) يعني: اللفظية وغيرُها (إما وضعية وإما عقلية وإما طبيعية، وقد علمتَ أمثلتها مما تقدم).

قيل: إن دلالة الطبيعية منحصرة في اللفظية، بخلاف اللفظية والعقلية، وعليه تكون الأقسام خمسة لكن المشهور هو أنها ستة، وكلام الشارح يقتضي ذلك، والتحقيق عدمُ الحصر، فإن دلالة الحُمْرة على الخجل والصُّفرة على الوجل من الدلالة الطبيعية الغير اللفظية، وهذه لم يذكرها المصنف .. دلالة طبيعية غير لفظية لم يذكرها المصنف.

كدلالة الحُمرة على الخجل، ودلالة الصُّفرة على الوجل، هذه طبيعية لكنها غير لفظية. قيل: أنه أدخلها في نوع من الأنواع لكن المشهور هو أنها سِتة.

قال: (وهي كون اللفظ بحيث متى أُطلق فُهِم منه المعنى وهي المرادة هنا).

بقي واحدة: (كدلالة الأنين على الوجع ووضعية).

هو الآن يقسِّم، تنقسم إلى فعلية كدلالة الخط، قال بعد ذلك: ووضعية.

قلنا: الفعلية المراد بها وضعية، ثم قال: ووضعية.

قيَّد الأُولى بالمثال: وضعية غير لفظية، إذاً: الوضعية الثانية المراد بها اللفظية.

قال: (إلى فعلية كدلالة الخط) إذاً: وضعية غير لفظية.

ثم قال: (ووضعية) هذا القسم الأخير السادس.

<<  <  ج: ص:  >  >>