للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مُشْكِلاَتٌ وَاجَهَتْ " المُعْجِمَ ":

غَيْرَ أَنَّ ثَمَّةَ صِعَابًا واجهت المشتغلين عليه، أدت إلى وجود بعض الثغرات في هذا العمل الرائد:

ـ ذلك أن ضخامة العمل في هذا المعجم تطلبت جهدًا كبيرًا دؤوبًا، حيث امتدت أيدٍ كثيرة للمساعدة والمشاركة في هذا العمل.

ـ كما تطلبت وقتًا طويلاً امتد من حين نشوء فكرة " المعجم المفهرس " سَنَةَ ١٩١٦ م على يد المستشرق الهولندي ا. ج. فنسنك، إلى أَنْ صدر الجزء الأول من " المعجم " سَنَةَ ١٩٣٦ م، وإلى أن صدر الجزء السابع منه سنة ١٩٦٩م [٣، ص٢٣٩] والجزء الثامن (جزء الفهارس) سنة ١٩٨٨م [٤]. وهذا الوقت الطويل تَطَلَّبَ مشاركة وتعاقب الأيدي الكثيرة ووراءها العقول المفكرة المتعددة، الأمر الذي انعكس سَلْبًا على العمل في المعجم.

يتحدث ا. ج. فنسنك عن منهجه في استبعاد بعض الكلمات الأصول من " المعجم المفهرس " فيقول [٣، ص٢٥٠]: «وغنيّ عن البيان أن نؤكد على أن هذه القاعدة، لم يكن الالتزام بها على وتيرة واحدة، وبالنمط نفسه عند جميع الأعضاء، ذلك أن العنصر الشخصي لدى كل عضو من الأعضاء، كان ـ باستمرار ـ عاملاً فعّالاً في إحداث التأثيرات المتباينة. بالإِضافة إلى ذلك، فإن هذه التأثيرات كانت تبرز أيضًا في التحرير النهائي لهذه النصوص».

ويؤكد ج. ب. منسنج، الذي أشرف على العمل في " المعجم " بعد وفاة فنسنك، هذه الفكرة بقوله [٣، ص٢٥٤]: «وغنيّ عن البيان أن أقرر أنه مع عمل ضخم كهذا الذي نعمل فيه، حيث تلعب وجهات النظر الشخصية دورًا كبيرًا فيما يتعلق باختيار الفقرات والإِحالات. فلا شك أن مناهج عديدة تطرح نفسها في هذا المجال».

كما تطلب هذا العمل الضخم أيضًا، كلفة مالية باهظة، اضطرت المشتغلين عليه إلى الاختصار، مِمَّا أدى إلى المزيد من السلبيات ـ كما سنرى ـ عند الكلام عن النقص في الكتاب. يقول فنسنك [٣، ص ٢٥٠]: «لقد كان من المحتم أن نقوم بعملية تقدير

<<  <   >  >>