الثاني: أنه يخطىء في قراءة بعض الكلمات، ويضبطها خطأ، ومن ثم يوردها في غير موضعها الصحيح:
- من ذلك قراءته حَدِيثًا عند أحمد [٩، مج ٥، ص ٣١٢] على النحو التالي «هَلْ أَنَّبْتُ بَعْدُ، فَنَظَرُوا فَلَمْ يَجِدُوني أَنَّبْتُ». ووضع هذا المقطع في باب أـ ن ـ ب [٤، مج ١، ص ١٢٣] وهو خط صوابه «هل أَنْبَتُّ بَعْدُ، فَنَظَرُوا فَلَمْ يَجِدُوني أَنْبَتُّ» من باب ن ـ ب ـ ت.
- ومنه قراءته للحديث «الدُّنْيا سِجْنُ المؤمِنِ وَسُنَّتُهُ» وأورده في كلمة (سَنَّ)[٤، مج ٢، ص ٥٥٦] والصواب في قراءته أنه «الدّنْيا سِجْنُ المؤمِنِ وسَنَتُهُ» وَالسَّنَةُ: العَامُ وَالقَحْطُ وَالمُجْدِبَةُ مِنَ الأَرَاضِي، وَهِيَ مِنْ بَابِ س ـ ن ـ ى [١٥، مج ١٣، ص ٥٠١؛ ١٦، مج ٤، ص ٢٨٦]، أو من باب س ـ ن ـ ت [١٥، مج ٢، ص ٤٧؛ ١٦، مج ١، ص ١٥٠] يُقَالُ: «أَسْنَتُوا: أَيْ أَجْدَبُوا». وَ «عَامٌ سَنِيتٌ: أَيْ جَدْبٌ». ويوضح ذلك شرح المناوي للحديث [١٨، مج ٣، ص ٥٤٦].
- ومن ذلك أَيْضًا قراءته لمقطع من حديث عند ابن ماجه [١٣، مج١، ص٥١٤] على النحو التالي «فَمَا زَالتْ سَنَةٌ، حَتَّى كَانَ حَدِيثًا فَتُرِكَ» ذكر المقطع في باب س ـ ن ـ هـ. على أن الكلمة في المقطع (سَنَةٌ) وليس كذلك، إذ الصواب فيه أن يُقْرَأَ «فَمَا زَالَتْ سُنَّةً حَتَّى كَانَ حَدِيثًا فَتُرِكَ» فهي من باب س ـ ن ـ ن ـ ويكون معنى الحديث: فما زال الأمر (وَهُوَ بَعْثُ الطَّعَامِ إِلَى أَهْلِ المَيِّتِ) سُنَّةٌ إِلَى أَنْ تُرِكَ فِي عَهْدٍ قَرِيبٍ. والله أعلم.
ويؤخذ على " المعجم " أنه ـ أَحْيَانًا ـ يجمع بين المقاطع المختلفة مُعْتَبِرًا إِيَّاهَا مقطعا وَاحِدًا، ويذكر لها مصادر ـ دونما تمييز بينها ـ فيضطر الباحث عن مقطع منها إلى النظر في جميع المصادر المذكورة. ولعل صنيعه هذا نتيجة للاختصار الذي حرص عليه كما وضحت ذلك في مقدمة هذا البحث