رَابِعًا: المَشَقَّةُ فِي الإِفَادَةِ مِنَ الإِحَالاَتِ فِي " المُعْجِمْ ":
ترد الإحالات في " المعجم " على صورتين:
الأولى: أن تحال كلمة على كلمات أخرى أكثر أهمية، وكل كلمة من الكلمات الأخرى يندرج تحتها عدد من المقاطع، وعند النظر في هذه المقاطع نجد الكلمة المحالة:
ـ فكلمة (صَنَعَ) مثلاً أحالها في " المعجم " [٤، مج ٣، ص ٤١٧] على كلمات كثيرة منها (بِشَقَاءِ)، (تَشْكُو [إِلَيْهَا])، (الصُّوَرُ) ... ».
ـ وعند النظر في كلمة (بِشَقَاءِ) [٤، مج ٣، ص ١٦٣] نجد مقاطع كثيرة منها المقطع الذي يحتوي على كلمة (صَنَعَ) أو مشتقاتها، وهو قوله «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَصْنَعُ بِشَقَاءِ أُخْتِكَ شَيْئًا ... ».
ـ وعند النظر في كلمة (تَشْكُو) [٤، مج ٣، ص ١٦٩) نجده يذكر المقطع «تَشْكُو إِلَيْهَا الَّذِي صَنَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ». وهو يحتوي على الكلمة المحالة.
ـ وكذا عندَ النظر في كلمة (الصُّوَرِ) [٤، مج ٣، ص ٤٣٨] نجده يذكر المقطع «وأن مَنْ صَنَعَ الصّورَةَ يُعَذَّبُ يَوْمَ القيامة» وهو أَيْضًا يحتوي على الكلمة المحالة.
وما من شك في أن هذه الإِحالات تقصر من مسامحة الكتاب وتقلل حجمه وتختصره.
لكن تنشأ عنها المشقة البالغة في البحث، وزيادة الوقت المستغرق فيه، خاصة إذا كانت الكلمات المحال عليها كثيرة، وإذا كانت مقاطع تلك الكلمات كثيرة أَيْضًا.
ويلاحظ ذلك في مواضع كثيرة أذكر منها على سبيل المثال كلمة (شَهِدَ) [٤، مج ٣، ص ١٨٥] حيث ذكر مقاطعها وأحالها على ٧٧ كلمة أخرى منها: (زَنَى)، (كَذَبَ)، (اسْتَشْهَدَ) ... ».
وذكر عند كلمة (زَنَى) ٧٣ مَقْطَعًا [٤، مج ٢، ص ٣٤٥].
وعند كلمة (كَذَبَ) ٨٤ مَقْطَعًا [٤، مج ٥، ص ٥٤٨].
وعند كلمة (اسْتَشْهَدَ) ٣٤ مَقْطَعًا [٤، مج ٣، ص ١٩٥].
فعلى الباحث إذن أن ينظر في ٧٧ كلمة يندرج تحتها مثل هذه الأرقام من المقاطع حتى يجد بغيته