للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدين والكيلاني عبد الكريم، وما جرى مجرى ذلك؛ فيفهم المطالع من ذلك غير المراد لدقَّة الكلام (١). ولهذا المعنى حرَّموا قراءة كتب هذين الشيخين، وما جرى مجراها.

والمحلُّ الثاني الذي يحصل الغلط على السَّالك فيه: عند مقدِّمات الفتح، وقد بيَّنَّا هذا كلَّه في النُّبذة المذكورة غاية البيان والإيضاح، وميَّزنا فيها بمعونة الله الخطأ من الصواب.

فلمَّا أُوقِف على تلك النُّبذة سكت وانقبض، وأخذ نحو شهرٍ كالمضطرب في أمره.

ثمَّ إن الله تكرَّم عليه، فرأى رؤيا بعد مُضِيِّ هذه المدَّة، فجاء إليَّ وقال: إنِّي رأيت سيِّدنا أبا بكر الصِّديق في المنام، فقلتُ له: مرادي أن تريني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: قُم، وأخذ بيدي، [فلم يزل] يمشي معي حتى وصلنا مسجدكم هذا، فوجدناك في المسجد وحدك [ص ٩]، فقال لي أبو بكر: هذا النبيُّ، يعنيكَ.

فقلتُ له: هذا صاحبي فلان! قال: هذا النبيُّ.

قال: فعرفتُ عند ذلك أنَّك على الحقِّ، وعلى الهدي المحمَّدي، وكل


(١) هذه من الاعتذارات التي حملها بعض المدافعين عنهما وأمثالهما.
وقد قال الذهبي في "السِّيَر" (٢٣/ ٤٨) عن محيي الدين ابن عربي: "ومن أردأ تواليفه كتاب "الفُصُوص"، فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفرٌ".
وقال الشوكاني في "الصوارم الحداد" (ص ٤١): "الإنسان الكامل لعبد الكريم الجيلي اتِّحادٌ محْضٌ"، وقال (ص ٥٧): "لا تجد في كتب القوم مثله في التصريح بالاتحاد والإلحاد".

<<  <   >  >>