وهي إن حاكت في صدر المسلم كلها أو بعضها منعته الرقاد, وأورثته السهاد, فلا يعود يطيب له العيش حتى يُحكم أمره فيها, ويختار منها ما يوفقه الله تعالى إليه, وقد يمنّ الله عليه بجمعها أو بجمع غالبها, فيكون إماماً قدوة كما سأبين, إن شاء الله تعالى.
والجامع بين هذه النوازع المختلفة بطريقة محكمة هو الذي يملي على التاريخ ما يكتبه, وهو الذي يجعله الله تعالى ملجأ للناس وملاذاً لهم حال الخَطْب المُدْلهمّ والحادث الجَلل, وهو الذي إن عاش كان رمزاً, وإن مات صار حديثاً للأجيال.
أما من جدّ واجتهد في جانب أو جانبين من الفضائل واقتصر على ذلك هو في حال حسنة, لكنها مفضولة.
يقول الأمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى موضحاً كيفية هذا التنازع بين