للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الأول لا أرى الخلق ولا يروني، ثم قال: أراد الله مني منفعة الخلق، فقد أسلم على يديّ أكثر من خمسمائة، وتاب على يدي أكثر من مئة ألف، وهذا خير كثير)) (١).

ثانياً: عدم الانجراف مع الناس حال دعوتهم:

ولست أقصد أن ينجرف معهم في معاصيهم؛ لأن هذا خارج موضوع البحث، ولكني أقصد ألا ينجرف - حال دعوة الناس - إلى أن يكثر الهَذَر معهم، ويسترسل في اللغو والمزاح فيفقد تأثيره وبريقه، فلا يُقبل بعد ذلك غالب كلامه، ولله در الشاطبي (٢) رحمه الله حيث قال:

هو المجتبي (٣) يغدو على الناس كلهم ... قريباً غريباً مستمالاً مؤمّلاً


(١) ((نزهة الفضلاء)): ٣/ ١٤٤٧.
(٢) الشيخ الإمام، العالم العامل، القدوة، سيد القراء، أبو محمد، وأبو القاسم، القاسم بن فيرُّه بن خلف بن أحمد الرُّعينيُّ، الأندلسي الشاطبي، الضرير، ناظم ((الشاطبية)). ولد سنة ٥٣٨، وكان يتوقد ذكاء، له الباع الأطول في فن القراءات والتقوى والتألُّه والوقار. استوطن مصر، وتصدر، وشاع ذكره، وتفي سنة ٥٩٠ رحمه الله تعالى. انظر: ((سير أعلام النبلاء)): ٢١/ ٢٦١ - ٢٦٤.
(٣) المختار: ((ترتيب القاموس)): (ج ب ي)

<<  <   >  >>