شابههما، فمثل هذه الأعمال لا تتيح لصاحبها تحقيق مثل هذا الأمر، بل قد لا يفكر فيه إنسان ابتلي بهذا أصلاً.
وانظر إلى الصدِّيق رضي الله عنه كيف أنه عندما تسلم مهام الخلافة فرّغه الصحابة لإدارة شؤونها ولم يقبلوا أن يعمل أي عمل قد يقتطع من أوقاته الغالية ما تفوت به المصلحة على المسلمين، وكذلك ينبغي لأي متصدر لمهام عظيمة أن يفرغ نفسه من الأعمال الدنيوية ولو بقدر (١).
[ثالث عشر: الإقلال من الاجتماع بالناس ومخالطتهم]
وهذا من أعظم أسس وضوابط تحقق التوازن المطلوب، فمن يقضي عامة وقته مخالطاً الناس بغير هدف صحيح ولا غرض صريح فكيف يستطيع أن يحقق بعض ما يصبو إليه؟!
(١) انظر ((مطلب التفرغ)) في الصفحات الآتية قريباً إن شاء الله.