للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من دعوة وتعليم وعبادة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر لا بد من ذكر التالي:

أولاً: العلم والدعوة قد يفضلان الجهاد الكِفائي:

قد يكون العلم والتعليم والدعوة أفضل من الجهاد الكفائي في بعض الأحيان, وخاصة في هذا الزمان الذي قد يتصدر فيه للجهاد كثير, ولكن المتصدر الحكيم للتعليم والدعوة نادر أشبه بالمفقود, فالمتصدر - الصادق الحكيم - للدعوة يفعل في الأمة - أحياناً - ما لا يفعله جمع من المجاهدين.

يقول يحيى بن معين (١) رحمه الله تعالى:

((الذب عن السنة أفضل من الجهاد في سبيل الله)).

فقال له محمد بن يحيى الذهلي (٢).

((الرجل ينفق ماله ويتعب نفسه ويجاهد فهذا أفضل منه؟

قال: نعم, بكثير)) (٣).


(١) الإمام الحافظ الجهبذ, شيخ المحدثين, أبو زكريا يحيى بن معين الغطفاني ثم المري بالولاء البغدادي, أحد الأعلام, ولد سنة ١٥٨.
وكان رأساً في الجرح والتعديل. توفي بالمدينة في طريقه للحج سنة ٢٣٣, رحمه الله تعالى. انظر ((سير أعلام النبلاء)): ١١/ ٧١ - ٩٦.
(٢) الإمام العلامة الحافظ البارع, شيخ الإسلام وعالم أهل المشرق وإمام أهل الحديث بخراسان, أبو عبد الله الذهلي- بالولاء - النيسابوري. ولد سنة بضع وسبعين ومائة وتوفي سنة ٢٥٨ رحمه الله تعالى. انظر ترجمته في ((سير أعلام النبلاء)): ١٢/ ٢٧٣ - ٢٨٥.
(٣) ((نزهة الفضلاء)): ٢/ ٧٧٨.

<<  <   >  >>