هناك جهاد بالنفس وهو أعلاها مرتبةً, وهناك جهاد بالمال وهو من أعظم الأمور خاصةً في هذا العصر, وهناك جهاد بالقلم, وهناك جهاد بالدعوة, وهناك جهاد للنفس, وغير ذلك, فمن لم يوفق للجهاد بالبدن فليس أقل من أن يجاهد بماله أو بلسانه؛ لأن هناك قوماً من الصالحين إذا تخلف عن الجهاد بالنفس صار إلى حبّ الدنيا والتشبث بها, كأنه لا منزلة بين المنزلتين, فهو إمّا أن يجاهد بنفسه أو يركن إلى الدنيا, وهذا غير صحيح, فهو إن لم يجاهد بنفسه فلا بدّ أن تكون حياته بين قومه جهاداً حقيقياً باللسان وبالحال وبالدعوة وغير ذلك.
وقد غفل كثير من إخواننا الصالحين عن هذا المعنى, فهم في ترف ودَعَة, وكأنهم بعدم خروجهم للجهاد البدني لعذر ما قد سقطت عنهم جميع أنواع الجهاد الأخرى.