للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وللتدليل على أهمية هذا الأمر - أمر التوازن بين النوازع المختلفة - فإني أذكر حال واحد من إخواني الصالحين, فقد كان داعية نشيطاً, ولكنه كان يعاني من عدم استطاعته التوفيقَ والتوازن بين نوازعه, فقد كان يقوم الليل ويكثر من التعبد أياماً كثيرة, حتى إذا فطن أنه قد قصّر في حق الدعوة ترك التعبد وانغمس في العمل الدعويّ بنشاط عظيم, ثم إذا فطن أنه قد قصّر في حقوق أهله وأقاربه ترك كل ما مضى وجعل يهتم بأهله وأبنائه, فنصحته وبعضُ إخواني بالاتزان فلم ينتصح, فنتج عن ذلك أنه ترك الالتزام كلية بعد شعوره بالضعف وعدم القدرة على التوفيق, ثم منّ الله عليه بالتوبة والرجوع والحمد لله, نعم هذا مرض نادر, ولكنه يحدث في صفوف الدعاة بدرجات مختلفة الحدة, لعل هذه الحالة أشدها, عافاني الله وإياكم.

وحال عرضي لهذه النوازع سوف أذكر أموراً تضبطها, وأقوالاً للسلف حولها, وأذكر أيضاً كيفية تحقيق

<<  <   >  >>