لا بد له أن يلتفت إلى جملة من التحذيرات والتنبيهات في هذا, وهي:
١ - لا يحسن به ولا يجمل أن يترك دراسته للفنون والصناعات - إن كان من المتخصصين فيها والدارسين لها - ليطلب العلم الشرعي الكفائيّ, فإن هذه الفنون والصِّناعات - من طب وهندسة وفيزياء وكيمياء وغيرها - سببٌ من أسباب سعادة الأمة وفوزها على أعدائها المتربصين بها, وترك المسلمين لها يزيدهم وهناً على وهن, وقد يصيب التاركَ لهذه الفنون - ممن تعينت عليه - إثمٌ؛ لأنها - اليوم - من فروض الكفاية ومن أصول الرِّيادة.
٢ - لم تكن للصناعات والفنون في عهد السلف هذه المنزلة التي لها يقوم, فلا يصح أن نقارن ما عليه السلف بما نحن عليه, فقوة الأمم - اليوم - تقاس بما هي عليه من التقدم التِّقَني والعلميّ.
٣ - كان السلف حريصين على هذه الفنون والصناعات - رغم بدائيتها في عصرهم- فكثير من علمائهم اشتُقت