الذي يعيشونه، فترى كثيراً منهم لا يفقهون أحوال إخوانهم المسلمين، ولا يهتمون بما آل إليه حال الأقليات، ولا يطّلعون على شبهات الكافرين والضالين ... إلخ.
وهذا الأمر - لا شك - عيب في العالم أو طالب العلم المتصدِّر لإرشاد الناس؛ إذ معرفة أحوال الناس أمر لا غنى عنه لفهم مشاكلهم والعمل على حلها.
والعجيب أن بعض الناس اليوم يستهزئ بأمر معرفة الواقع، ويعده من الفضول، بل علامة على خسارة الشخص المشتغل به، وهذا والله عجيب عجيب؛ إذ كيف يريدون أن يعيش الناس، ويواجهوا أعداءهم. أبجهل واقع الأعداء والغفلة عن شأنهم؟! نحن بحاجة ماسة لمعرفة الواقع العقدي، والفكري، والقافيّ، و ((الفني))، والسياسيّ، والاقتصادي، والاجتماعيّ لكل الأمم المحيطة بنا ممن تتربص بنا الدوائر، وتعمل على حربنا بشتى الوسائل، وإن لم نفعل ذلك فنحن غارقون في الغفلة والسذاجة.
هذه بعض جوانب التوازن في طلب العلم التي لا مناص لطالب العلم من مراعاتها، حتى لا يضل الطريق السويّ أو ينقطع.