للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تصدّر لإرجاع قومه إلى الحق وإلى طريق مستقيم حتى لو شُهر وعرف فلا بأس عليه - إن شاء الله تعالى - وله أسوة بالرسل الكرام، فهم أعظم الناس شهرة، وكذلك المصلحون والدعاة من بعدهم.

وما أجملَ قول الفُضَيْل رحمه الله:

((من أحب أن يُذكر لم يذكر، ومن كره أن يُذكر ذُكر)) (١).

وقد وازن الفُضَيْل - أيضاً - هذا الأمر قائلاً:

((إن استطعت ألا تكون محدثاً ولا قارئاً ولا متكلماً (٢)، إن كنت بليغاً قالوا: ما أبلغَه وأحسنَ حديثه وأحسنَ صوته فيعجبك ذلك فتنتفخ، وإن لم تكن بليغاً ولا حسن الصوت قالوا: ليس يحسن يحدّث وليس صوته بحسن، أحزنك ذلك وشق عليك فتكون مرائياً، وإذا جلست فتكلمت لم تبال من ذمك ومن مدحك فتكلم)) (٣).

وقد يكون المرء كارهاً للشهرة من باب التواضع الكاذب الذي سول لصاحبه أنه أضعف وأصغر من أن يشتهر ويعرف, وهذا داء سارٍ في كثير من الصالحين ولولاه لتمكنوا من ارتياد آفاق أعظم لدعوتهم ودينهم.


(١) المصدر السابق: ٢/ ٦٦٥.
(٢) أي فافعل إن كنت ممن يحب التصدر.
(٣) ((نزهة الفضلاء)): ٢/ ٦٦٥.

<<  <   >  >>