وقال: ما وضعت في كتابي " الصحيح " حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك، وصليت ركعتين.
وقال: " ما أدخلت في هذا الكتاب إلا ما صح، وتركت من الصحاح كي لا يطول الكتاب "
وقال: صنفت " الصحيح " في ست عشرة سنة، وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى.
وقال ابن عدي: سمعت عبد القدوس بن همام يقول: سمعت عدة من المشايخ، يقولون: حوَّل محمد بن إسماعيل تراجم جامعه بين قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومنبره، وكان يصلي لكل ترجمة ركعتين.
وقيل صنفه ببخارى، وقيل بمكة، وقيل بالبصرة، كما قال النووى، وكل ذلك صحيح لطول مدة تصنيفه. والله أعلم.
يقول الذهبىُّ: " لو رحل الرجل من مسيرة سنة لسماعه لما فرط.
وهو أعلى الكتب الستة سنداً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في شئ كثير من الأحاديث، وذلك لأن أبا عبد الله
أسنُّ الجماعة، وأقدمهم لقيا للكبار، أخذ عن جماعة يروي الأئمة الخمسة (١) عن رجل عنهم.
صحيح البخارى لو أنصفوه لما خُطّ إلا بماء الذهب.
سبب تصنيفه لكتابه
يقول عن نفسه: " كنت عند إسحاق بن راهويه، فقال بعض أصحابنا: لو جمعتم كتابا مختصرا لسنن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في جمع هذا الكتاب "
مشايخه:
قال: " كتبت عن ألف شيخ وأكثر، عن كل واحد منهم عشرة آلاف وأكثر، ما عندي حديث إلا أذكر إسناده "
قال: لقيت أكثر من ألف رجل من أهل الحجاز والعراق والشام ومصر، لقيتهم كَرَّات، أهل الشام ومصر والجزيرة مرتين، وأهل البصرة أربع مرات، وبالحجاز ستة أعوام، ولا أحصي كم دخلت الكوفة وبغداد مع محدثي خراسان.
وهذا الكم الهائل ينحصر فى خمس طبقات كما قال الحافظ، وقد نقلها الشيخ أحمد فريد فى كتابه الماتع " من أعلام السلف "، وهى كالآتى:
الأولى: من حدثه عن التابعين كأصحاب الثلاثيات التى معنا؛ كالأنصاري والمكي.
(١) أي: مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة