(٢) قال الطبري (١٨١/ ٢١): والعرب توجه الظن إذا أدخلته على الإخبار كثيراً إلى العلم الذي هو من غير وجه العيان. (٣) وقد ظن بعض أهل العربية بأن كلمة ظنّ أتت بمعنى أيقن، مما يورد شبهة في اللغة بأن الكلمات لا تحمل المعاني إنما السياق هو من يحمل المعاني وهذا ظن خاطئ، ووقع التنبيه عليه في نفس السورة، فقد ذكر الله اليقين والشك والظن في موطن واحد لنعرف الفرق، فجاء في أول السورة {بل الذين كفروا} وهذا هو اليقين بعينه لأن الله قرر، و {بل هم في شك من ذكري} هو الشك بعينه لأن الله قرره، و {ظن داوود} هو الظن وهو إلى اليقين أقرب، ولا يكون يقينا مطلقا لما سلف من كلام الطبري ولما يقتضيه الجهل بما في النفوس.