ليس الذي ولى وإن أملته ... مما تحب إلى المنى مردودا
أني يلوم أخو النهي أيامه ... سفهاً ويكثر عندها التفنيدا
أسفاً لمن جارى الزمان ولم يزل ... بظبي المنية نحره مقصودا
أين الذي يخشة وينسى عمره ... يوماً على بعد المدى معدودا
لابد أن يلقي المنون وإن نأت ... تأبدت أيامه تأبيدا
ولقد رأى من حكمها فيما مضى ... عبرا مشين معجلاً ووئيدا
كم جددت من ذي السقام واخلقت ... بعد الغضارة والنعيم جديدا
كم الفت من شاسعين وشتت ... بعد الإقامة والجميع عديدا
من كان في حقب الدهور مخلد ... أو كان في جمع العبيد عتيدا
تستعبر الأيام منه جدة ... بعد النعيم ولو غدا جلمودا
يهتكن عنقة والثبير ووائلا ... وتحط بعد علوه عبودا
لا يطمئن إلى الزمان وريبه ... من كان لم يعهد خلودا
فايأس فلا يبقى وإن طال المدى ... من كان فوق أديمها مولودا
ألوى بحمير والمقعقع بعده ... وأباد عاداً قبله وثمودا
يا صعب حقاً كل شيء هالك ... إلا الإله الواحد المعبودا
هتكت خطوب الدهر عزك هتكه ... أمسى حسامك دونها مغمودا
أخذ الزمان من الشبيبة فرصة ... فأرى الزمان وعصره محمودا
عمرت ألفاً بعد ألف قبلها ... في العالمين وقد دعيت وحيدا
يا سائلين عن الزمان وسيره ... مذ كنت منه مضغة موؤدا
أعطيت ما لم يعط قبلي قائم ... وجمعت جمعاً كالدبا محشودا
وجلبت أهل الأرض من آفاقها ... ألفت أملاً كابها وجنودا