للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فما زلت لكم ناصحاً، فقال له حارثة: صدقت يا جذع. فسار حارثة وبنوه الأوس والخزرج للوصف الذي قد كانت ظريفة وصفته لهم، وأقام بنو جفنة ومن أقام معهم من أخوانهم من بني عمرو بن عامر وغيرهم من قبائل الأزد، فدخلوا في نسب بني جفنة - وهم بنو قيس بن جفنة وعمرو ابن جفنة وعامر بن جفنة وجبلة بن جفنة وأولادهم - وتقدم حارثة بن ثعلبة العنقاء إلى يثرب وقدم عمرو بن جفنة على قومه وأخوته وبني عمه بالشام وانصرف حارثة إلى يثرب.

عمرو بن جفنة أول من تتوج من ملوك غسان

بالشام

وان عمرو بن جفنة نزل أرض البلقاء أرضاً يقال لها (بالعة) وبلغ ذلك قيصر دقيوس أن ملكهم حارثة خرج يريد أرض العرب، ولم يبق إلا أناس فجمع إليهم روم البلقاء وأمر سليح أن تعين الروم فقالت سليح: نغدر بإخواننا وقد لجئوا إلينا ولم نر منهم إلا خيراً فقال لهم رجل منهم: إنكم بين أمرين: إما قيصر وإما غسان

فكونوا بأجسامكم مع قيصر وبقلوبكم مع غسان، ففعلوا فالتقوا بالبلقاء فاستدعت سليح الهزيمة على الروم وغمهم تطاول الروم عليهم وغدرتهم بغسان، فقتلت غسان من الروم بالبلقاء مقتلة عظيمة، فقال في ذلك عمرو بن جفنة:

كأن الجماجم بيض النعام ... بقارعة الشعب من بالعه

أقمنا الظبي في رؤوس العدى ... نقد بها في الوغى قاطعة

على كل طرف رفيع القذال ... وقباء سلهبة رائعة

ثم أنهم التقوا مرة ثانية بمرج الظباء وهو يوم حليمة فتداعت عليهم الروم وكثروا ولنو جفنة قليل ومن كان معهم قليل فصبروا للروم فاقتتلوا

<<  <   >  >>