أن يبخلوا عليه خمسة بعد خمسة، فإذا دخلوا عدل بهم فقتلوا حتى أتى على عامة القوم، ثم أدخل ذو رعين فلما رآه ذكر ما قال له في البيتين اللذين في الكتاب فأمر يتخليته وإكرامه وقربه
واختص به، واضطربت عليه أموره وبرد العز فسمي موثبان لقعوده والمواثب الفراش، وأرادوا إنه لازم الفراش. وفي مملكته نزوح عمرو بن حجر الكندي جد امرئ القيس الشاعر ابنة أخيه حسان تبع فولدت الحارث بن عمرو بن حجر بن عمرو - وكان سيد كندة وكان من فوارسها - وكان ملك عمرو بن تبان ثلاثاً وستين سنة.
[عبد كاليل بن ينوف ملك متوج]
ثم ملك بعده عبد كاليل بن ينوف وكان مؤمناً على دين عيسى وستر إيمانه، وكان ملكه أربعاً وستين سنة - وكان حسن السيرة جيد العشرة وكان قليل الغزو.
[تبع بن حسان ملك متوج]
ثم ملك بعده تبع بن حسان بن تبع، وهو تبع الأصغر آخر التبابعة - وكان مهيباً - فبعث ابن بنت أخيه الحارث بن عمرو بن حجر الكندي إلى معد وملكه عليها وسار إلى الشام فلقيه قوم من بني عمرو بن عامر فشكوا إليه ما نزل بهم من اليهود بيثرب وذكروا له سوء مجاورتهم لهم ونقضهم العهد الذي بينهم. فسار إلى يثرب ونزل في سفح أحد وبعث إلى اليهود فقتل منهم ثلاثمائة رجل وذللها لهم. وتبع هذا - هو الذي عقد الحلف بين اليمن وربيعة - وكان ملكه ثمانية وسبعين سنة.