للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد الله حمئة من الحمأة، فقالا: يا بن عباس قرأت في عين حمئة من الحمأة وقرأنا نحن حامية من الحرارة ولنا صحبة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما هي لك ونحن اثنان وأنت واحد فعليك البيان أو فارجع إلى قراءتنا. قال لهما: نعم فخرج من عندهما فلقي كعب الأحبار فقال كعب: مالك ي أبا محمد أراك حثيثاً مشغولاً؟ قال له عبد الله: نعم يا كعب الأحبار دخلت على معاوية وعمرو وهما يقرآن (الحمد لله الكهف) فقرءا {وجدها تغرب في عين حامية} وقرأت أنا {وجدها تغرب في عين حمئة} من الحمأة - فقال له: صدقت يا عبد الله والذي بعث محمداً بالحق نبياً ما أنزل الله على موسى ابن عمران في التوراة إلا حمئة، قال له عبد الله: صدق الله ورسوله. ولكنهما طلبا شاهداً من كلام العرب، ثم مضى عبد الله بن عباس فلقيه نافع بن الأزرق

فقال له: مالك يا ابن عباس؟ فقال له: كما قال لكعب وادعا عليه قصة القوم، فقال له: فأين أنت من قول تبع تبان أبي كرب في قوله حين غزا المدينة ومكة ورفع الجزية التي كانت بنو حنذف يؤدونها إلى جرهم وطسم وجديس واليهود. قال له عبد الله بن عباس: ما الذي قال تبع أبو كرب؟ قال نافع قال تبع أبو كرب هذه الأبيات:

نحن ملوك ذو العلا والسؤدد ... نحن الحماة بنو الهمام الأمجد

سميت أسعد والسعود طوالع ... لابد أن ترقى النحوس لأسعد

أفبعد وائل والمقعقع بعده ... ترجو الخلود وأنت غير مخلد

أودى بيعفر والمعاقر فانقضى ... ملك تضعضع للزمان الأنكد

يعلو على الدنيا بعزة قادر ... يعلو العلو إلى المحل الأبعد

نحن النجوم فلا نرام بهيضة ... منا المقاول في الزمان الأوحد

<<  <   >  >>