للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأقسمت صدقاً لا أرى بشراً بها ... يأوي إلى طلح هناك منضد

ولقد آتاني من هذيل أعبد ... يستعجلون بشؤم يوم أنكد

قالوا بمكة بيت مال داثر ... ومعالق من لؤلؤ وزبرجد

فأردت أمراً حال ربي دونه ... والله يمنع من خراب المسجد

لما أرادوني بمكر جبتهم ... من عيشة الدنيا بحد مهند

فرددت ما أملوه مني فيهم ... وتركتهم مثلاً لأهل المشهد

فالحمد لله الذي صرف الردى ... عنا فلولا منه لم نهتد

بيت يطاف به وينحر حوله ... جزر لدى حرم وركن أسود

في رأس جلمدة شديد أسرها ... مما يشبهها سواد الأثمد

بيت به يوفي الحجيج نذورهم ... ويودعون طوافه للموعد

وأقام ذو القرنين فيها حجه ... خوفاً يطوف على اللظى المتوقد

إذ كان ذو القرنين جدي مسلما ... فمتى تراه له المقاول تسجد

طاف المشارق والمغارب عالماً ... يبغي علوماً من كريم مرشد

ورأى مسير الشمس عند غروبها ... في عين ذي خلب وثأط حرمد

فلقد أذل الصعب صعب زمانه ... وأناط قوة عزه بالفرقد

حكم الأمور وأحكمت أيامه ... تجري إلى أجل ولما يقصد

لم يدفع المقدور عنه قوة ... عند المنون ولا ائتلاف المحتد

من ذا يحيد عن الردى وسهامه ... تقضي على أوتاده وكأن قد

قطع الزواخر لجة عن لجة ... وعلا المهامة فدفداً عن فدفد

فهدى القبائل أمة عن أمة ... وأبار قتلا مفسداً عن مفسد

كم من عمي القلب أضحى مبصراً ... وعميد قوم سيد لم يهتد

<<  <   >  >>