أخاك أخاك إن من لا أخا له ... كساع إلى الهيجاء بغير سلاح
وإن ابن عم المرء فاعلم جناحه ... وهل ينهض البارئ بغير جناح
لنا عظة في الذاهبين وعبرة ... تفيد ذوي الألباب أمر صلاح
ألم تعلموا ما حاول الصعب مدة ... وما صبح الساعي وآل رزاح
فهل بعد ذي القرنين ملك مخلد ... وهل بعد ذي الملكين يوم فلاح
تريش له الأطيار عند غدوه ... وتجنح أن اومى لها برواح
فاصطلحوا على حكمه.
قال أبو محمد: قال أبو مخنف عن كميل بن زياد النخعي إنه لما سار عمر بن الخطاب إلى الشام في خلافته سار بعلي بن أبي طالب من المدينة إلى الشام، فلما بلغ إلى الشام وعبر وادي الأردنين قال: قاتل الله الربيع بن ضبع حيث يقول:
وكم غمرة ماجت بأمواج غمرة ... تجرعتها بالصبر حتى تجلت
وكانت على الأيام نفسي عزيزة ... فلما رأت عزمي على الأمر ذلت
هي النفس ما منيتها تاق شوقها ... وإلا فنفس أويست فتسلت
فزاد علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - عليه بيتاً فقال:
وما جزت وادي الأردنين تطرباً ... ولكن أموراً وكلت بي فحلت
وفيه يقول طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن وائل بن قاسط بن هنب بن بن افصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، حيث يقول:
وكيف يرجى المرء دهراً مخلداً ... وأيامه عما قليل تحاسبه