إني نذرت يميناً لا أفندها ... حتى أجاور قبر العالم الهادي
جدجاد ابنته بكر في حجره لم يكن في وقتها أجمل منها ووهبة أحدى نسائه لم يكن لها نظير وإن جعفر بن قرط قال للأسرى الذين في يده: أقيموا حتى أقارع التنين - وإن التنين آتاه في الوقت الذي كان يأتيه فيه - فأخذ بيده شجرة أم غيلان وأخذ بيمينه خشبة عظيمة، فإذا هجم عليه التنين أدخل الشجرة في فمه وضربه بالخشبة في الرأس، فلم يزل يقاتله حتى كل التنين وانصرف، وانه كان كذلك يفعل وهبت ريح باليمن فهدت الصخر من قنن الجبال وخددت الأرض ونقلت أحقاف الرمل من مكان إلى مكان فزعم أهل اليمن أنها كالريح العقيم هبت من جور عمرو ذي الاذعار فكشف تلك الريح جبلاً من رمل من منبر هود النبي صلى الله عليه وسلم فقال جعفر بن قوط: يا جدجاد دافعت عنكم أهل الدنيا وبأس أهل الأرض ولا دافع لأمر الله وغلبت الرياح النصيح، وأنشأ يقول:
لم يبق يا جدجاد من لذاتي ... إلا نزال الجحفل الكماء
والصفرة الصدق من اللمات ... وراحة النفس إلى الميقات
كم مشهد ارتاع من إبانتي ... وفيلق أزور من قناتي
امنع من نجران والجنات ... ومسقط البحر إلى السفرات
ما واحدٌ قرني ولا عداني ... يرجون مني أسرع الغايات