للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أبو محمد: لما بلغ سليمان إلى عجز الأحقاف أمر الريح فأمسكت، ثم قال: وأشار بيده هناك ولي الله حنظلة بن صفوان صدق وكذبوه فنجا وهلكوا وإلى الله المصير.

قال أبو محمد عبد الملك بن هشام عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال: ذكرت أحاديث القبور في مجلس فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فتشعبت بنا فيها فنون كثيرة فلن يبق منا أحد إلا حدث حديثاً، فأقبل رجل من جهينة يسمى جفينة، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (وعند جفينة الخبر اليقين) ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: قد أتى من يحدث فيحسن. فلما سلم ثم جلس ثم قال: أفيكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قلنا له: هذا رسول الله، فقام إليه مسرعاً فقبل يده فنفضها عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال: إن هذا حمقة من حمقات الأعاجم كانوا يستطيلون على الناس بتجبرهم، فإذا جلسوا في مجالسهم فدخل عليهم من هو دونهم تملقهم بهذا يستجلب رأفتهم وإن تحية الإسلام المصافحة فقال: يا رسول الله أني أتيتك من ظهراني قوم جربتهم فقست قلوبهم ومرنت على التكذيب جلودهم وإني أحببت الإسلام وأتيتك فيه راغباً فاشرح لي إعلامه وادللني على فرائضه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا بن عباس علمه من ذلك ما يفقهه. فمكث أياماً فتعلم السنة وقرأ سوراً من القرآن وحسن فقهه. وإن الأيام جمعتنا وإياه في مجلس كما كنا أول مرة فأعدنا ما كنا فيه من أحاديث القبور، فقال جفينة: حدثني أبو قنبرة بن الغسان عن أشياخه قالوا: نزلت بنا جحره

<<  <   >  >>