مدين بن روم بن اسطوم بن روم بن اسطوم بن روم بن ناطس بن سامك بن رومي بن عيص، وهو الأصغر ابن يعقوب النبي صلى الله عليه وسلم فلقيهم فهزموه وغلبوا عليه فهرب منهم إلى جبل فاعتصم به ورجعوا إليه بالغنائم والسبايا، وكان باهان متوجاً، ثم مر على أرض بابليون وأخذ على الشام يريد مطلع الشمس.
قال أبو محمد: لما رجع شمر إلى أبيه من المحيط أمر بمنارة فبنيت إلى جانب
منارة ذي القرنين، ثم أمر فكتب في صدر التمثال الذي عليها من النحاس بالمسند: ليس وراء هذا المكان مذهب لا يتكلف المضي أحد فيعطب بلغ من بلغ أثره وانتهى قدره، ثم أمر بالمنارة التي بني فهدمها ومضى.
قال أبو محمد: لما توجه إلى المشرق نشر النعم عبر قنطرة سنجة، ثم قال:
أنا تبع الأتباع في المجد والندى ... نشرت علا الآباء في الزمن الخالي
ملكت وقومي مالكون ولم أكن ... لا ملك أعلى الملك إلا بأمثالي
فرضت ملوك الأرض شرقاً ومغرباً ... جبالاً اسامي شامخيها باجبال
يجمع كأن الليل تحت متونه ... بقوم غضاب غير نكس وأعزال
فدانت لنا الأيام شرقاً ومغربا ... وسقنا سبايا كل حجل وخلخال
وأذعن منها كل عاص ممنع ... واسلم فيها ما حوى ثم من مال
وأقبلت نحو الشرق للصين قاصداً ... أدافع باب الترك جالاً على حال
فهل تبلغ الأقوام في المجد مجدنا ... واني لهم في المجد في المركب العالي
ولم أصحب الدنيا على أن لي بها ... خلوداً ولكن أغمضت عنه آجالي
واني على ما نلت من ذاك موقن ... بأني سافني ثم تهلك آمالي
ألم تر آثار الذين تقدموا ... تولوا عن الدنيا وباتوا بأوجال
قال: فغلب على أرض الترك، ثم سار على طبرستان وباب الأبواب