للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما قادها للخير إلا مجرب ... عليهم بإقبال الأمور كريمها

إذا ساد فيها بعد ذل لئيمها ... تصدى له ذل وقد أديمها

أيها الإملاء: من أبصر أمر ومن جهل أقصر إلا وإن لكل حيلة غيلة، ولكل ساقطة لاقطة، ولكل عوراء واع. افعلوا الخير وقوله ودعوا الشر واهجروه انبذوا الخبيث وانصروا المستغيث، من استنصر بكم فانصروه، ومن بغى عليكم فانذروه، ومن اعتذر إليكم فاعذروه.

ثم قام عامر بن الظرب فقال: أيها الناس إن عامر الأيام طليق العوام وغرض الأسقام فد فنى وجرب على أسف وكلف كلفت بغرور الأمل وأسفت على شباب أفل منعت الدنيا وأعطيت الآخرة فتركى لمنزل أنا عنه زائل، أحسن من الغفلة من

منزل أنا إليه راحل ذهب منا الجميل وتحكم منا البديل بدلت من الصحة سقماً، ومن الشباب هرماً، ومن القوة ضعفاً، ومن الجمال قبحاً. إني لأرى ما يعمل الإصباح وما يؤدي الرواح يتعاقبان فلا يملان ويذهبان، أما والله لئن مضيا فهم سفر يرتقبون ليلحق بهم الباقون، غلقت منهم الرهائن على خوف وآمان، أيها الناس: إن أحزم الرأي ترك ما يفوت والعمل لما يأتي به الموت وأنشأ يقول:

لعمري لقد ذهبت الأطيبان ... شبابي ولهوي فعدوا الملاما

ألم تر أني إذا ما مشيت ... أخطرف خطوي وامشي أماما

وأكره شيء إلى مهجتي ... إذا ما جلست أريد القياما

وأسهر ليلي على أنني ... أراعي الدجى لما أذوق المناما

<<  <   >  >>