الحمد لله حمد الشاكرين وسبحانه تعداد الأيام والسنين وصلى الله على رسوله خاتم النبيين وخيرته من خلقه الأمين وعلى آله الطاهرين ورحمته وسلامه. حدثنا عبيد بن شرية الجرهمي عن البرقي يرفع الحديث: أن معاوية بن أبي سفيان، كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عشر سنين ووليها لعثمان أيضاً عشراً، ثم وليها بنفسه عشرين سنة، ودانت له المشارق والمغارب ونال رفاعة الملك - وهو أول من تملك واتخذ المقصورة ووقف على رأسه إذا سجد وجمع الأموال - وكانت أفضل لذاته في آخر عمره المسامرة وأحاديث من مضى. فقال له عمرو بن العاص: لو بعثت إلى الجرهمي الذي بالرقة من بقايا من مضى فانه أدرك ملوك الجاهلية وهو أعلم من بقي اليوم في أحاديث العرب وأنسابها، وأوصفه لما مر عليه من تصاريف الدهر. فبعث إليه معاوية، فأتى في محمل بعد أيام كثيرة وشدة شوق من معاوية إليه، فدخل عليه شيخ كبير السن صحيح البدن ثابت