ثم اتبعه طسم بن لاوذ بن ارم بنسام بن نوح حتى لحق آخاه عمليقاً فتكلم بكلام يعرب قال:
إني أنا طسم شبيه سام ... ووالدي لاوذ بن أرم
لما رأيت من بني أعمامي ... وإخوتي الرحيل باعتزام
قد اقتدوا بيعرب الهمام ... كرهت بعد أخوتي مقامي
وكيف صبري بعد آل سام ... عمليق ثم عاد ذي القوام
ويعرب ذي العزم والإقدام ... وخلفنا يافث وآل حام
قال معاوية: هؤلاء أجمع ولد سام بن نوح؟ قال عبيد: نعم لم يرحل معهم سواهم. قال معاوية: فنزلوا جميعاً أم شتاتاً؟ قال: كل ذلك يا أمير المؤمنين لما ناداهم الصوت ببابل كل قوم توجهوا ناحية واحدة وكلامهم واحد، توجه يعرب أول من توجه بولده ولحق به ولد سام فتكلموا جميعاً بالعربية نزلوا جهة واحدة: فنزل يعرب وولده باليمن ونزل عاد بالأحقاف، ونزل ثمود مما يليهم على الساحل وجاور بعضهم بعضاً، وبقي ببابل ولد يافث وولد حام. قال معاوية: فلم صار أمرهم إليه؟ قال: يأتي عليك في الحديث حتى أخبرك خبراً يغنيك، إنه لما كثر ولد يعرب وولد عاد وثمود وطسم وعمليق وجديس ضاقت بهم أرضهم، فأول من رحل منهم عمليق وولده حتى أتوا الحرم فنزلوا به كافة. قال معاوية: وهم يعلمون إنه حرم الله؟ قال عبيد: نعم قد كانوا لمعلمون أن آدم وإدريس ونوحاً كانوا يعظمونه. قال عاوية: فمن قال في نزولهم