للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسحر لا يعرفون المكر من جاء إليهم منعوه كان على الحق أو غيره. ولا ينقادون بعضهم لبعض - تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى - لهم بأس وصبر وقد حرموا النصر يربحون ولا يربحون ولا يدينون وإن قهروا يتبعون أهواءهم ويعصون أمراءهم إلا أن كانوا من غيرهم، حالفهم الخسران ولا ينظرون في النقصان، يكثرون الحجج من غير نية ويحلون في الحمية وأومأت أحدهم على غية، أطوع الناس لمخلوق في معصية الخالق أصحاب لهو وطرب، وأمورهم عجب من العجب لا يوقرون كبيراً ولا يرحمون

صغيراً، يسيغون الأنساب ويتبعون الغراب من جاءهم بالإفك صدقوه، وإن دعاهم أجابوه، ويهينون الأموال ويكثرون الانتقال، يطرحون المودة ويخلفون الصديق، والقسوةمن رجالهم والرحمة من نساءهم.

وبلغني في الحديث يرفع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم {إن الملح والشهرة نزعت من بني إسرائيل وجعلت في نساء البربر} وبلغني أن أولاد بربر بن كنعان بن كوش بن حام الذين يزحفون لرجل من ولد فاطمة حتى يردوه إلى مكة - وهو صاحب العدل في آخر الزمان - وأصحابه يقال لهم الغرباء.

قال له معاوية: قلت الصواب إن شاء الله وإن كلامك طيب وشقاء لما في الصدور، فأخبرني من كان الملك؟ قال عبيد: كان الملك يومئذ فارس بن أرم بن سام بن نوح، وافترقوا في البلدان، ثم ملك يعرب جميع ولد سام وكل جنس ملكهم منهم. قال معاوية: أخبرني عن القبط، من أبوهم وهل ملك منهم أحد؟ قال عبيد: أبوهم مليط بن ماش، وكان ملكهم دارا بن دارا الذي قتله الاسكنر. قال معاوية: فهل ملك القبط؟

<<  <   >  >>