قد نزلت بأرض عاد حجره ... لها لهيب وعليها غبره
فأرضهم جادبة مغبرة ... جاحمة وحرثها مصفرة
ليس لها في يومها مسره ... ولا لعين بالنهار قره
حلاوة الإتراف فيها مره ... لطاعة الله وفيها عبره
وفي معاصيه الردى والحسرة ... فقد رأوا منك عظيم القدره
إذ أرضهم يابسة كالصخره ... موحشة دون البلاد قفره
مستبدلين خيره مضره ... إذ لم تزل تربتها مغبره
وصادفت من ربها المعره
فأجابه رجل من المشركين قال: وما أسمه؟ قال: اسمه الخلجان ابن الوهم فأنشأ يقول:
إن السنين حلوه ومره ... فاخرة ولدنة مخضرة
فمرة جدب وخصب مره ... ليست بنكر سنة مغبره
معينهم ليست تدوم العره ... وعاد أولو همة وخبره
محتالة للكسب ذات قدره ... وكلهم ذو وسعة يمره
لهم بعز شوكة مسره ... كأنهم عند اللقاء جمره
وهم معا في الخافقين عبره
قال: فلما دخلت الثانية سموها كحلاً. فقال رجل من المسلمين يقال له مبتدع شعراً يقول فيه:
قد نزلت كحل بآل عاد ... من السنين الازم الشداد
حين بغت عن سنن السداد ... تذل ذا الإتراف والفساد
من في القرى منهم وفي البوادي ... كلوحها على العزيز بادي