للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولم تطع نبيها حين نصح ... ورام أن تصلح فيمن قد صلح

فأنكرت دين الهدى لما وضح ... وغرها التمهل من رب صفح

فاتبعت من المحارب جمع ... من الصمود ذبحة لما ذبح

فذكره منقطع إذا افتتح ... فخف في ميزانه وما رجح

فأجابه رجل من المشركين يقال له الخلجان أيضاً:

إن لعاد قوة لن تفتلح ... وعزها رأس لها أن يقترح

والأمر فيها بينهما أمر صلح ... والعز فيها خالد لا يطرح

وأمر شاويها إذا شاء سرح ... تم لها فيها مناخ منفسخ

عارفة غبوقها والمصطبخ ... نحو الذي يكسب كساب النقح

تذل بالعزة منها من جمح ... ومن بي عمداً عليها أو طمح

وكلهم ذو منعة وذو فرح ... وإن يشا من خرد بيض نكح

قال معاوية: لقد جئت بالبرهان في حديثك يا عبيد فماذا فعلوا؟ قال: يا معاوية، لما تولت عليهن سنون ب. متها وحطمتها، فاشتد فيها قحطهم وهم في ذلك غير تائبين ولا مطيعين لنبيهم هود صلى الله عليه. ثم قام رجل من أشرافهم وذوي أنسابهم - يقال له زميل بن عنز أخو القيل ابن عنز - وكان القيل رأس عاد وسيدها في زمانه وصاحب السحابات والريح التي أهلكت عاداً بإذن الله عز وجل - فقام زميل فنادى قومه، فقال: يا قوم إني فكرت لما نزل بكم من هذا القحط ورأيت رأياً وقلت فيه قولاً وأنا عارض ذلك عليكم - أن رأيتم ذلك - فقالت له الجماعة: إن رأيك لأصيل وإن فعلك لجميل فقل نسمع ما تقول. فقام زميل فيهم

<<  <   >  >>