يا خير فرع قد أصيب أسه ... طوبى لمن وارى قرار رمسه
يا من كجذع النخل ثاو حسه ... أمكن مني السد فإن قوسه
من بعد ما كان منيعاً مسه ثم صرعته الريح مع أصحابه، فهلكت الجبابرة السبعة بإذن الجبار.
ولقد بلغني يا معاوية أن أحدهم يلقى الجاري بيديه فلا يجري. ثم عصفت الريح على جماعة آل عاد فأهلكتهم بقدرة الله تعالى، لم تدع منهم عيناً تطرف لا صغيراً ولا كبيراً. ثم طفقت الريح تقلب أجسامهم بين السماء والأرض في الجو مصعدين ومنحدرين سبع ليال وثمانية أيام حسوماً حتى تركتهم كأنهم أعجاز نخل خاوية. وذلك قول الله عز وجل:{كأنهم أعجاز نخل خاوية}. وهدمت البيوت وتركتهم كأنهم جذوع النخل اليابسة وخربت القصور والحيطان والبساتين أقلعتها من
أصولها، حتى كأنها لم تكن على وجه الأرض ولم تترك منهم أحد إلا هزيلة بنت هزال العملقية وبينها - وهي امرأة أبي سعيد المؤمن - فإن الله نجاهم من العذاب بإيمان أصحابهم وأمر الله سبحانه وتعالى الريح فحملتهم برفق وشفقة هي وولدها لم تؤذهم ولم تضرهم حتى أتت بهم مكة فألقتهم في منزل بكر بن معاوية الذي فيه وفد عاد وأصحابه.
قال: فبينما القوم في لهوهم ولذتهم إذ أقبلت هزيلة ببنيها حتى هجمت على عمها الشيخ بكر بن معاوية في منزله. فلما رآها فزع منها فزعاً شديداً وقال: ويحك ما دهاك وما وراءك ومن قدم معك من أصحابك، فاستعبرت هزيلة باكية وقالت: الخبر أفظع وأوجع واجزع من أن أصفه لك. قال: ويحك خبريني ما ذاك فقد أكثرت وجدي! قالت: وأين