عاد بن عمرو بن لقيم - تزوج أخت سالم، فمكثا على ذلك دهراً طويلاً فلما أراد الله بهم ما أراد من الهلاك ألقى بين أخت سالم وبين زوجها التشاجر وكان بينهما شر كثير حتى تناولها فضربها وأساء إليها فخرجت المرأة إلى أخيها بأسوأ حال، فغضب سالم مما صنع لقمان بأخته وصرخ في قومه فاجتمعت إليه جماعة منهم، فانطلق بهم حتى أتى صهره لقمان فكلمه فيما صنع بامرأته؟ فرد عليه قولاً سيئاً، وكانت بينهما منازعة شديدة حتى ساء الحال فيما بينهما والتحمت الحرب بينهم. فاجتمعت قبائل عاد إلى بني عفير بن لقيم، قم إلى سالم بن هزيمة، واجتمعت لنو عمرو بن لقيم إلى لقمان ابن عاد والتقوا فاقتتلوا قتالاً شديداً، فظفر لقمان بن عاد وقومه
بسالم بن هزيمة وقومه من بني عفير وبجميع ما كان مع بني عفير من سائر فرق عاد فقتلوهم جميعاً حتى أفنوهم، ولم يتركوا منهم أحداً إلا امرأة - يقال لها صنيعة من بني عمرو بن لقيم، كانت متزوجة في ثمود رجلاً من أشرافهم فولدت له رجلين، يقال لهما الوضيع وغانم - ثم أن زوجها مات فرجعت إلى ما بقي من قومها عاد الآخرة - أهل بيت لقمان بن عاد - الذين قتلوا أهل بيتها ومعها ابناها، فأقامت معهم ما شاء الله وشب ابناها فأدركها. قال: فلما كان ذات ليلة إذ نزل بها ضيف من أصهارها من ثمود بينه وبين أبيها قرابة - يقال له حبيب بن جارية - فوثب عليه رجل من عاد - يقال له معاوية بن مرثد بن لقمان بن عاد - فقتله. فلما رأت ذلك منيعة - وكانت امرأة أنفة عارمة، غضبت لقتل ضيفها وجارها فدعت إلى ابنيها - فقالت: اذهبا إلى هذا الفاسق فقد عدا على ضيفكما وابن عمكما فقتله، وقبل ذلك فإن جده وأهل بيته قتلوا جدودي وأهل بيتي فاذهبا إليه فاقتلاه. فانطلق الغلامان حتى أتيا معاوية فقتلاه، ثم انطلقت منيعة