للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فنفسي قد وهبت وكل مالي ... لمصدع بالذي أهوى ثوابا

فعندي ما اشتهيت فثق بقولي ... ولا تخش لما قلنا انقلابا

فمثلك قد أراح النفس مما ... رأوا منها ينبهم عتابا

فما في ناقة عقرت عقاب ... لآل ثمود قد كانت عذابا

قال: فلما سمعا عدوا الله قول الفاسقتين ابتدرا فحمل عليهما مصدع فمرت به فرماها بسهم فانتظم بالسهم عصبة ساقها وحمل عليها قدار فضرب عرقوبيها بمعوله حتى أبانهما فهرت صريعة لها رغاء شديد، ثم طعن بالسيف في لبتها فنحرها وهرب سقبها فتعلق بجبل يقال له صنو، ولاذ بصخرة - يقال لها الكتانة - ولحقه مصدع وأخوه فامتنع منهما بالصخرة ولم يقدرا عليه وسمع الناس بعقر الناقة وبنحرها فتبادروا إليها فما كان كشيء حتى اقتسموا لحمها.

وذكر محمد بن إسحاق من غير رواية عبيد بن شرية، أنهم قد أصابوا السقب مع أمه، قال: وتبعه مصدع وأربعة نفر من الذين عقروا الناقة فرماه مصدع في لبته بسهم - وكان أرمى أهل زمانه شلت يده - فانتظم قلبه فجر برجله حتى أنزله فالقوا لحمه مع لحم أمه.

قال ابن إسحاق: فلم يسمع بأن السقب قتل إلا في الحديث واحد عن رجل لم يتابعه على هذا الحديث غيره ولم يقل في ذلك أحد من ثمود ولا من غيرها من العرب شعراً إلا رجل واحد من أصحاب صالح عليه السلام ولا يمكن هذا أن يكون وإنما كانت الصيحة التي أصابتهم من صيحة السقب.

-

رجع الحديث إلى عبيد بن شرية. قال عبيد: واكب قدار وأصحابه

<<  <   >  >>