قال: وكان صالح، صلوات الله عليه - نازحاً عنهم في دار قومه لا علم له بما فعلوا بالناقة، حتى بلغه الخبر وقيل: هل علمت أن ناقة الله قد عقرت ويقسم لحمها؟ وغلت بلحمها وشحمها المراجل؟ فخرج نحوهم مسرعاً في عصبة من
قومه حتى وقف عليهم، فإذا لحم الناقة عندهم وهم يأكلون ويشربون، فقال لهم صالح أعقرتموها؟ رماكم الله بما لا طاقة لكم به من العذاب وأنتم تنظرون وشتم قومه من ثمود وأوعدهم العذاب الأليم فشتموه. فقام صالح فصلى ودعا إلى الله - وهم يسخرون منه - فأوحى الله تبارك وتعالى إلى صالح عليه السلام إني قد قبلت دعاءك واني مرسل عليهم صيحة تزهق أنفسهم وتهلكهم أجمعين وذلك نازل بهم إلى ثلاثة أيام. فقال صالح: يا رب أعجل من ذلك، فقال الله تبارك وتعالى: إني إذا قضيت أمراً فلا مرد له وإن وعدي غير مكذوب، ثم أقبل صالح على القوم فقال: اجترأتم على الله وانتهكتم حرمته فانتظروا نقمته واعلموا أن العذاب نازل بكم بما فعلتم، فقالوا: - وهم يستهزئون به - ومتى يكون ذلك يا صالح؟ فقال: تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب، فقالوا: - وهم يسخرون منه - وما علامة ذلك يا صالح؟ فأوحى الخميس مصفرة، ثم تصبح يوم الجمعة محمرة، ثم تصبح يوم السبت وجوههم مسودة، ثم يأتيهم العذاب غداة يوم الأحد مشرقين.
يقال:، قال لهم صالح: إن علامة ذلك أن تصبح وجوهكم غداة مؤنس مصفرة، ثم تصبح في عروبة محمرة، ثم تصبح يوم شيار مسودة، ثم يأتيكم العذاب يوم أول. قال: وكانت العرب تسمي الأيام في الجاهلية الأحد يوم أول والاثنين أهون والثلاثاء جباراً والأربعاء دباراً والخميس